الأمر الذي يحتم على المسلمين العمل بحزم على إزالة هذا الخطر اليهودي الذي يهدد وجودهم بالزوال وذلك يستدعي نقل المعركة إلى عقر دار اليهود في خيبر لإنهاء الوجود اليهودي في الجزيرة كلها.
وهو ما حدث بالفعل في غزوة خيبر، التي هي موضوع كتابنا السادس (من سلسلة معارك الإسلام الفاصلة) وهو الكتاب التالي لكتابنا الخامس هذا.
فقد زحف النبي - صلى الله عليه وسلم - بأَلف وأَربعمائة مقاتل نحو خيبر. ونقل المعركة إلى عقر دار اليهود، مسافة خمسة أيام تقريبًا، وفي هذه المعركة قضى على الوجود اليهودي الدخيل الذي كانت تدافع عنه أقوى قوة ضاربة في جزيرة العرب.
وحسب مقياس العلوم العسكرية - ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ليتمكن من نقل المعركة خارج المدينة مسافة خمسة أيام ليصارع على امتداد هذه المسافة عشرة آلاف مقاتل من اليهود ودون أَن يترك أية قوة حربية لحراسة المدينة، لولا أنه - في ظل صاح الحديبية - قد أمن جانب أعظم خصم وألد عدوّ تقليدي هو (قريش) التي لم تكن أقل رغبة من اليهود في القضاء على الكيان الإسلامي والتي تدعمها قوة حربية لا تقل عن ثمانية آلاف مقاتل.
فبالرغم من أَن قريشًا كانت بعواطفها ومشاعرها مع يهہود خيبر تتمنى لهم النصر على المسلمين, إلا أن إبرامها صلح الحديبية مع المسلمين قد ألزمها بأن تقف موقف الحياد من القتال الذي ظل يدور بين المسلمين واليهود في خيبر والشمال حوال شهرين اثنين حتى انتهى بانتصار