للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد اختارت قريش لهذه المهمة شاعرين من قبيلة (جُمح القرشية) أحدهما مسافع بن عبد مناف بنوهب بن حذافة بن جمح (بضم الجيم وفتح الميم) (١) والثاني أبو عزة (عمرو بن عبد الله الجمحى) (٢) أما أبو عزة فقد استدعاه صفوان بن أمية (وكان من أغنياء قريش) وطلب منه القيام بمهمة تحريض قبائل كنانة على التطوع لحرب محمد قائلًا:

(يا أبا عزة إنك امرؤ شاعر، فأعنَّا بلسانك، فقال: إن محمدًا قد من على فلا أريد أن أظاهر عليه).

فأغراه صفوان قائلًا:

(فأعنَّا، فلك الله على إن رجعت أن أغنيك، وإن أصبت أن أجعل بناتك مع بناتى يصيبهن ما أصابهن من عسر ويسر)، فانصاع أبو عزة لإغراء صفوان.

فخرج الشاعران إلى قبائل كنانة يحضانها على الاشتراك مع قريش في حرب النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وكان مما قاله مسافع يحرض بني مالك من كنانة، ناشدًا إياهم الرحم والجوار:

يا مال، مال الحساب المقدم ... أنشد ذا القربى وذا التذمم

من كان ذا رحم ومن لم يرحم ... الحلف وسط البلد المحرم

عند حطيم الكعبة المعظم


(١) قال في السيرة الحلبية إن مسافعا هذا لا يعلم له إسلام، لكن في كلام ابن عبد البر: مسافع بن عياض بن صخر القرشي التيمي له صحبة، وكان شاعرًا.
(٢) أبو عزة هذا أسره المسلمون في غزوة بدر، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم من عليه لفقره ولكثرة بناته، على أن لا يظاهر عليه أحدًا، ولكنه غدر، فأسر مرة أخرى في معركة أحد فضربت عنقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>