للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حصار بني قريظة، لأنه كان في المدينة، تحت العلاج من جرحه الخطير الذي أصابه وقطع شريانه يوم الخندق، نتيجة سهم أصابه به أحد فرسان المشركين عبر الخندق.

وكانت تقوم بعلاج سعد الجريح سيدة صحابية جليلة صالحة كانت قد أقامت لها خيمة في المسجد النبوى، تحتسب فيها عند الله القيام بمداواة جرحى المعارك من الصحاية ممن لم يكن له من يعالجه من أهله.

وسعد بن معاذ ليس من هذا النوع لأنه سيد الأوس وله أهله وعشيرته القادرون على رعايته وعلاجه، ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر أن يوضع في الخيمة في المسجد, وهدف الرسول - صلى الله عليه وسلم - من هذا هو أنه يكون هذا الزعيم الأوسى قريبًا منه فيعود ويتعرف حالة متى شاء.

قال ابن إسحاق وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد جعل سعد، بن معاذ في خيمة لامرأة من أسلم، يقال لها (رفيدة) في مسجده، كانت تداوي الجرحى وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين, وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قال لقومه حين أصابه السهم بالخندق .. إجعلوه في خيمة رفيدة حتى أعود من قريب.

وبعد أن أبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - أعيان قبيلة الأوس أنه قد جعل أمر حلفائهم اليهود إلى سعد بن معاذ ليحكم فيهم بما يريه الله، توجه هؤلاء الزعيمان من المعسكر النبوى في بني قريظة إلى المدينة لمقابلة سيدهم الشاب الجريح وإبلاغه القرار النبوى بشأن اليهود ..

وقد قابل أعيان الأوس سيدهم سعدًا في المسجد النبوى وأخبروه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد جعل أمر بني قريظة إليه ليحكم فيهم بما يريه الله وأنه لا بد

<<  <  ج: ص:  >  >>