للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان بنو النضير على صلات ودية مع أعداء الإسلام، ومثّل بنو النضير دورًا هاهًا في معركة الأَحزاب، فبالإضافة إلى تحريضهم بيوتات قريش، راحوا يطوفون في الصحراء ملمّين بمضارب البدو، يثيرونهم على الإسلام.

ثم يخلص مولانا (محمد على) إِلى الحديث عن جريمة الخيانة العظمى التي ارتكبوها بنو قريظة فيقول: وتأَثَّر بنو قريظة أيضًا، وكان موقفهم من الإسلام حتى ذلك الحين - أَي حتى تخريب الأَحزاب - ودِّيًّا (١) .. تأثروا بهذه الحملة الدعاوية.

لقد رفض بنو قريظة أول الأَمر أَن يشاركوا ضد الإسلام ولكنهم تلقوا تأكيدات تفيد أَن المسلمين كانوا في وضع يائس، لن يتمكنوا معه من البقاء، إنهم لن يستطيعوا بأية حال الصمود في وجه الأَعداد الضخمة التي نجمت مثل نبات الفطر (٢) في كل ناحية للقضاء على الإسلام (٣).

ولقد قيل لبني قريظة أَن قد أن لهم أن يختاروا بين الانحياز


(١) الثابت (كما في صحيح البخاري) أن يهود بني قريظة قد حاربوا النبي صلى الله عليه وسم مع إخوانهم بني النضير عندما حاولوا اغتيال النبي صلى الله عليه وسم، ولكن الرسول (لظروف خاصة) سمح لبنى قريظة بالبقاء وأجلى إخوانهم بني النضير.
(٢) الفطر (بضم أوله وسكون ثانية) هو النبات الأولى الكثير الذي أول ما تنفطر عنه الأرض، والفطر أيضًا جنس من الكم أبيض عظام.
(٣) وهذا الذي يجعل جريمة بني قريظة تبلغ نهايتها في الشناعة والخسة والوضاعة، لأنهم بدلا من أن يحققوا من بلواء حلفائهم ومواطنيهم الذين وقعوا في ذلك المأزق المميت سارعوا إلى الاجهاز عليهم فانضموا إلى أعدائهم، وهذا أفظع ما شهدته سجلات النكث والغدر والخيانة، ومع هذا يأتي من يزعم أن الحكم النافذ في بني قريظة قد اتسم بطابع الوحشية المنافية لروح مدينة القرن العشرين! .

<<  <  ج: ص:  >  >>