"إن هذا الرجل (يعني أَبا العاص) منَّا حيث قد علمتم، وقد أصبتم له مالًا فإن تُحسنوا وتردوا عليه الذي له فإنا نحب ذلك .. وإن أبيتم فهو (أي ما أخذتم منه) فيء الله الذي أفاء عليكم فأَنتم أحق به".
فأجابوا جميعًا بالموافقة قائلين: يا رسول الله بل نرد عليه فردُّوا عليه كل ما أخذوا منه بما في ذلك الأموال التي ائتمنه عليها كفار مكة لشراء البضائع لهم من الشام والتي جاءت تحملها العير التي وقعت بأكملها في قبضة سرية زيد بن حارثة .. كما وافقوا على إطلاق سراح جميع أسرى العير.
وجاء في السيرة الحلبية: أن بعض المسلمين قالوا لأبي العاص (بعد أن رد رجال السرية إليه العير وما تحمل من أَموال كفار مكة): يا أَبا العاص إنك في شرف من قريش وأنت ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي لأنه يلتقي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في جده عبد مناف - فهل لك أن تسلم فتغنم ما معك من أَموال أهل مكة (لأنهم كفار مشركون)! .
فقال: بئسما أَمرتموني .. أفتتح ديني بغدره كلا والله.
ثم إنه (بعد أن أضمر الإسلام) ذهب بالعير إلى أهل مكة فأَعطى كل ذي حق حقه .. ثم قام فقال: يا أهل مكة، هل بقي لأحد منكم مال لم يأَخذه؟ ... هل وفيت ذمتي؟ .
فقالوا: اللهم نعم فجزاك الله خيرًا .. فقد وجدناك وفيًّا كريمًا.
وهنا (وعلى ملأ منهم) أعلن إسلامه قائلًا: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، والله ما منعني عن الإسلام عنده (أي في المدينة) إلا خشية أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم، ثم