للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسبب هذه الحملة العسكرية التأديبية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في تلك السنة قد أَرسل دِحية بن خليفة الكلبي (١) برسالة إلى الملك قيصر يدعوه فيها إلى الإسلام.

فأَكرم الملك قيصر دحية الكلبي وكساه وأَجازه .. فقفل دحية من الشام عائدًا إلى المدينة، إلا أنه لما وصل إلى منطقة (حسمى) على الحدود الشمالية الغربية لجزيرة العرب هاجمه الهُنَيد (بضم الهاء) ابن عارض وابنه عارض في أُناس من جذام فقطعوا عليه الطريق فسلبوه كل ما معه، ولم يتركوا عليه إلا ثوبا رتًّا خلِقًا.

غير أَن نفرًا من بني الضُّبَيب (من قبيلة جذام نفسها ممن أسلموا) لما بلغهم ما فعل الهنيد وابنه برسول الله - صلى الله عليه وسلم - دحية الكلبي نفروا إليها واستعادوا منهما ومن معهما (بالقوة) كل ما أخذوه من دحية الكلبي وأعادوه إليه.

فواصل دحية سيره حتى وصل المدينة، وهنا أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بما فعل به الهنيد بن عارض وعصابته من قطاع الطرق.

فقرر النبي - صلى الله عليه وسلم - إرسال حملة عسكرية كبيرة قوامها (خمسمائة


(١) هو دحية (بكسر أوله وسكون ثانيه) بن خليفة بن فروة الكلبي، صحابي مشهور كانت أول مشاهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق، وكان جميل الصورة يضرب بجماله المثل، وكان (على ما ذكره أهل الحديث) ينزل جبريل على صورته بالوحي، وكان من ذوي الرأي والشجاعة، وكان رسول النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل ملك الروم، شهد دحية معركة اليرموك وكان قائد أحد الكتائب فيها، عاش حتى خلافة معاوية وسكن المزة قرب دمشق.

<<  <  ج: ص:  >  >>