للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى ديار بني كلب (١) بدومة الجندل، وكانت هذه الحملة تتأَلف من سبعمائة مقاتل (هكذا جاء في مغازي الواقدي ج ٢ ص ٥٦٠).

وكانت دومة الجندل تقع في الشمال الغربي للجزيرة العربية قريبًا من حدود العراق، وكان بها ملك اسمه (الأَصبغ بن عمرو الكلبي) وكان وقومه على النصرانية.

وذكر المؤرخون أَن النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما عقد لعبد الرحمن بن عوف لواءُ الإِمارة على هذه الحملة الكبيرة عممه بعمامة سوداءَ بيده الكريمة ورخى بين كتفيه منها قدر أَربع أَصابع ثم قال: هكذا يا ابن عوف فاعتم فإنه أَحسن وأَعرف.

وكما هي عادة النبي - صلى الله عليه وسلم - في توجيه وصاياه الإِنسانية النبيلة إلى قادة جيوشه وجَّه إلى قائد هذه الحملة وصية قال فيها: "أُغز بسم


= حصنها مبني بالجندل، وهو الصخر العظيم الصلب وكانت في الجاهلية مملكة يحكمها ملوك كندة القحطانيين، وكان آخر ملوكها أكيدر بن عبد الملك السكوني الكندي، وكان على دين النصرانية وهو الذي وجه النبي صلى الله عليه وسلم إليه القائد خالد بن الوليد عندما كان في تبوك غازيًا سنة تسع من الهجرة، فأسر خالد الملك (أكيدر) وقتل أخاه حسان وفتح دومة الجندل وكانت ذات أسوار عالية، وقد أسلم أكيدر إلا أنه نقض الصلح بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فأجلاه عمر إلى العراق، هكذا قال ياقوت في معجمه، إلا أنه استدرك فقال: وأهل كتب الفتوح مجمعون على أن خالد بن الوليد غزا دومة الجندل مرة أخرى، أيام أبي بكر جاءها من العراق (وكانت دومة الجندل قريبًا من الحدود العراقية) في أقصى شمال الجزيرة، وقد قتل خالد (أكيدر) سنة ١٢ هـ لأنه ارتد ونقض العهد.
(١) هذا السياق يدل أن بدومة الجندل إمارات متعددة منها: إمارة الأصبغ بن عمرو الكلبي، ولكن سياق المؤرخين يدل على أن أعظم أمراء أو ملوك دومة الجندل هم من كندة الذين آخرهم (أكيدر الذي ذكرنا قصته آنفًا).

<<  <  ج: ص:  >  >>