قرروا أَن يساندوا يهود خيبر ويمدُّوهم بالرجال مقابل أن يعطي اليهود هذه القبيلة جزءًا كبيرًا من تمر خيبر (١).
وهذا يدلُّ على أن اليهود كانوا يستعدون (منذ زمن طويل) للغزو المنتظر الذي قام به النبي - صلى الله عليه وسلم - أَخيرًا لخيبر، فأَخضعها وأَنهى الوجود اليهودي فيها، كما يأْتي تفصيله إن شاءَ الله في كتابنا السادس.
وقد تحرك علي بن أَبي طالب بدوريته المسلحة، واستمر في تحركه ستة أيام يكمن فيها ليلًا ويسير نهارًا.
وفي اليوم السابع, وصل عليٌّ بدوريته مشارف (فَدَك) وهناك وجد رجلًا (لم يذكر المؤرخون اسمه) فسأَله عن العدو من بني سعد، فخاف الرجل، فطمْأَنه قائد الدورية (عليّ) بأَنهم لا يريدون به شرًّا، فاستوثق لنفسه قائلًا: أُخبركم عن مكان القوم على أَنكم تؤمِّنوني، فأَعطوه الأَمان، فأَرشدهم إلى الوادي الذي تتجمع فيه بنو سعد.
فأَغار عليهم الإِمام علي برجال دوريته، وكان على رأْس العدو (وبر بن علم) ولم يُبدِ بنو سعد (بالرغم من كثرة عددهم) أَية مقاومة.
بل كان همهم النجاة بأَنفسهم، ففروا ومعهم النساءَ والأَطفال فقط، وتركوا مواشيهم، فاستولى عليها رجال دورية علي بن أبي طالب.
وكانت خمسمائة بعير وأَلفي شاة، قسمها القائد علي على رجال دوريته كما تقسم الغنائم بعد أَن عزل الخمس منها ليوضع تحت تصرُّف النبي ورئيس الدولة ليدَّخرَها لنوائب المسلمين كما هو المتبع .. ثم عاد علي بدوريته إلى المدينة دون أَن يلقى كيدًا.