للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن أغلقه (وفي رواية فهتف به أي بابن عتيك - يا عبد الله (ناداه بذلك كما ينادي الشخص شخصًا لا يعرفه. وهو يظنه من أهل الحصن) إن تريد أن تدخل فادخل. فإني أريد أن أغلق الباب.

قال: فدخلت .. فلما دخل الناس أغلق الباب ثم علَّق الأغاليق (١) على وتد. أما أنا فاختبأت في مربط حمار عند باب الحصن ... وكان أبو رافع يُسمَر عنده وكان في علاليّ له فتعشوا عند أبي رافع وتحدثوا حتى ذهبت ساعة من الليل، ثم رجعوا إلى بيوتهم، فلما هدأت الأصوات ولا أسمع حركة قمت إلى الأقاليد (٢) فأخذتها ففتحت الباب .. قال: قلت: إن نذر (٣) بي القوم انطلقت على مهل.

قال: ثم عمدت إلى أبواب بيوتهم فغلقتها عليهم من ظاهرها وجعلت كلما فتحت بابًا أغلقت على من داخل .. قلت: إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إلى حتى أقتله (٤). فانتهيت إليه فإذا هو في بنيت مظلم وسط عياله لا أدري أين هو من البيت فقلت: يا رافع. قال: من هذا؟ .

قال: فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف وأنا دَهِش (٥) فما أغنيت شيئًا (أي لم تصنع به الضربة شيئًا). وصاح. فخرجت من البيت غير بعيد (٦).


(١) الأغاليق: المفاتيح.
(٢) الأقاليد: المفاتيح أيضًا، وهي لغة عامة مشهورة في حضرموت.
(٣) نذر: بفتح أوله وكسر ثانيه - علم -.
(٤) انظر كيف لم يهتم بمصير حياته بقدر اهتمامه بتنفيذ أمر نبيه صلى الله عليه وسلم.
(٥) دهش: (بفتح أوله وكسر ثانيه) متحير.
(٦) قال ابن برهان الدين في كتاب (السيرة الحلبية) ج ٢ ص ٢٨٦ - وهو ينقل رواية البخاري هذه - إن امرأة أبي رافع قالت له: هذا صوت عبد الله بن عتيك، =

<<  <  ج: ص:  >  >>