للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطبيعي الرئيسي والأَقرب لمن يريد مكة قادمًا من المدينة (انظر خريطة الحرم).

لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقصد بتحاشي الصدام مع فرسان خالد في كراع الغمام علي الطريق الرئيسي ... لم يكن يقصد التراجع عن دخول مكة لأَداء مناسك العمرة .. وإنما يقصد التنزُّه عن سفك الدم وإعطاء قريش فرصة أطول لعلها تعود إلى صوابها، فتخلِّي بينه وأَصحابه وبين البيت ليطوفوا به ويسعوا سالمين ثم يعودوا من حيث أَتوا سالمين كما هي خطتهم منذ تحركوا من المدينة.

ومع رغبة النبي - صلى الله عليه وسلم - في تجنب الحرب .. وابتعاده لذلك عمّا يؤدّي إلى الصدام المسلح كما فعل عندما تحاشي المرور بفرسان خالد في كراع الغميم .. مع ذلك فقد ظل الجو مكهربًا والموقف على غاية من الدقة.

فالمسلمون قد قطعوا أكثر من مائتين وخمسين ميلًا محرمين بالعمرة, وها هم بعد ذلك السفر الشاق قد وصلوا حدود الحرم ولم يبق بينهم وبين البيت العتيق الذي خرجوا لزيارته سوى عدة أَميال لا تزيد على العشرة.

ومن الصعب عليهم جدًّا، أن يعودوا إلى المدينة دون أَن يحققوا أمنيتهم التي قطعوا كل هذه المسافات الطويلة الشاقة من أجل تحقيقها وهي زيارة البيت العتيق.

وقريش من ناحيتها قد أقسمت أن لا يدخل محمد وأصحابه مكة عَنْوةً .. وحشدت لتبر بهذا القسم الآثم كل إمكاناتها العسكرية، كما

<<  <  ج: ص:  >  >>