للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَبنائهم، ثم قالوا لبُدَيل بن ورقاءِ ورجال وفد السلام الذين معه: أَخبرونا بالذي رأَيتم والذي سمعتم.

فأَبلغهم رجال الوفد الخزاعي بما قالوه للنبي - صلى الله عليه وسلم - وما قاله لهم، ثم أَبلغوهم العرض الذي عرضه النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي يدعوهم فيه إلى إِقامة سلم بين المسلمين وقريش يأْمن فيه كلٌّ من الجانبين الآخر ولو لمدة معينة، تبدأُ هذه المدة بالسماح للمسلمين بأَداءِ مناسك عمرتهم، وتقف قريش أَثناءِها موقف الحياد عندما يشتبك النبي - صلى الله عليه وسلم - مع باقي العناصر الوثنية، فإن انتصر النبي على باقي العرب دخلت قريش فيما يدخل فيه العرب، وإن لم ينتصر، تستطيع قريش أَن تقاتل المسلمين وهي على جانب كبير من القوة.


= على المسلمين بعد معركة بدر الكبرى .. شهد الحارث بدرًا وأحدًا مع المشركين، ثم أسلم عام الفتح فحسن إسلامه حتى صار في عداد خيار الصحابة، حضر الحارث سقيفة بني ساعدة (وكان يومئذ سيد بني مخزوم) ساهم في مناقشة الأنصار لصالح قريش عندما احتدم الخلاف حوله (في من تكون الخلافة)، وكان له مقال مشهور خالد يدل على رجاحة العقل ومتانة الدين: (والله لولا قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأئمة من قريش - ما أبعدنا منها الأنصار ولكانوا لها أهلا، ولكنه قول لا شك فيه، فوالله لو لم يبق من قريش كلها إلا رجل واحد لصير الله هذا الأمر فيه .. عندما تدفقت الجيوش الإسلامية خارج الجزيرة للجهاد، خرج الحارث من مكة بأهله مجاهدًا إلى الشام، وذلك في عهد عمر، وما زال يجاهد حتى توفاه الله وهو مرابطًا في حالة الجهاد وذكر الواقدي (كما في الإصابة) أن الحارث مات في طاعون عمواس، كان الحارث يضرب به المثل في الشرف والسودد حتى قال الشاعر في ذلك:
أظننت أن أباك حين تسبى ... في المجد كان الحارث بن هشام
أولى قريش بالمكارم والندى ... في الجاهلية كان والإسلام

<<  <  ج: ص:  >  >>