للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أشار على النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن يبعث إلى قريش رجلًا ذا عصبية ومنعة في قومه بمكة, ليكون بمأْمن من القتل .. لا سيما بعد الذي حدث لِخراش بن أُمية الذي كاد أَن يقتله المشركون لولا حماية الأحابيش له، وإعادته سالمًا إلى الحديبية.

وكان الرجل (ذا العصبية القوية في قومه) والذي أشار ابن الخطاب على النبي - صلى الله عليه وسلم - أَن يبعثه، هو (عثمان بن عفان) لأنه ينتسب إلى بني عبد شمس بن عبد مناف، وهي من أقوى القبائل القرشية ذات القوة والعدد والنفوذ في مكة.

فقد قال ابن الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - حينما اعتذر عن القيام بدور الوساطة -: ولكني أدلّك على رجل أعزّ مني (يعني في قومه بمكة): عثمان بن عفّان.

فقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتذار عمر بن الخطاب، واستصواب مشورته بشأن إرسال عثمان بن عفان مبعوثًا خاصًّا إلى قريش.

فقد استدعى النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان وقال له: (اذهب إلى قريش فأخبرهم أنَّا لم نأْتِ لقتال أحد، وإنما جئنا زوارًا لهذا البيت معظمين لحرمته، معنا الهدي ننحره وننصرف (١).

فصدع عثمان بأمر نبيِّه الكريم، وفي ذلك الجوّ المكهرب المشحون بالتوتر الشديد توجه عثمان إلى مكة ليبلغ ساداتها حقيقة موقف النبي - صلى الله عليه وسلم - ونواياه السلمية المحضة، في رسالة (بعضهم يقول خطية، وبعضهم يقول شفوية) حملها عثمان إلى سادات قريش وزعمائها.


(١) طبقات ابن سعد الكبرى ج ٢ ص ٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>