للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَمية المشركين .. انتهز فرصة وجوده هذه، فقام بزيارة المستضعفين المسلمين من النساء والرجال الذين ظلوا يعيشون داخل المجتمع القرشي المشرك في مكة، لعدم تمكنهم من الهجرة واللحاق بالمسلمين في المدينة، إما لكونهم من النساء، وإما لكونهم من الذين لا عصبية لهم في قريش تحميهم من الاضطهاد، كالموالي أَو كالأَفراد الذين استوطنوا مكة وهم ليسوا من أَهلها.

فقد قام عثمان بزيارة هؤلاء المستضعفين المسلمين في مكة (فردًا فردًا) وبشَّرهم بأَن عهد التخلص من الظلم الوثني قد أَزف وأَن اليوم يكونون فيه أَحرارًا لا يستخفون فيه بدينهم من أَحد بمكة لقريب جدًّا، وقد كان هذا التبشير ضمن رسالة خاصة حملها عثمان إلى هؤلاء المستضعفين من النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.

فقد قال عثمان نفسه - فيما يرويه المحدثون عنه ضمن قصة سفارته إلى قريش ... : ثم كنت أَدخل على قوم مؤمنين من رجال ونساء - مستضعفين فأَقول: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبشركم بالفتح ويقول: "أَظلّكم حتى لا يستخفى بمكة الإِيمان"، قال عثمان: فقد كان الرجل منهم والمرأَة تنتعب حتى أَظن أَنه يموت فرحًا بما خبّرته، فيسأَل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيخفي المسأَلة، ويشتد ذلك على أَنفسهم، ويقولون: اقرأْ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منا السلام، إنَّ الذي أَنزله بالحديبية لقادر أن يدخله مكة (١).


(١) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٦٠١ (نشر جامعة أكسفورد).

<<  <  ج: ص:  >  >>