المسلمين وقريش يؤدي إلى حرب مدمِّرة، هو أن قريشًا كانت تصرُّ على منع المسلمين (كلّيًا) من دخول مكة ما بقى لقريش فيها سلطان.
ولكن قريشًا تراجعت أخيرًا عن فكرة منع المسلمين من دخول مكة ولكن بأُسلوب يحفظ لها شيئًا من ماء الوجه بين العرب الذين شاع بينهم أن قريشًا لن تسمح للمسلمين بدخول مكة أبدًا.
فقد وافقت - في قرارها الأخير في دار الندوة - على السماح - للمسلمين بدخول مكة لأَداء مناسك العمرة، ولكن ليس في هذا العام وإنما في العام القادم، وهو قرار ما كانت قريش لتتخذه لولا ذلك القرار الحازم الذي اتخذه النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - والذي بموجبه أَعلن لن ينصرف إلى المدينة حتى يناجز قريشًا.
لذلك - ولخوف قريش الشديد من الحرب التي لم يعد أَمرها مجرّد كلام في الهواء، ترسله قريشًا للمزايدة -، أَعطت قريش رئيس وفدها إلى الحديبية سهيل بن عمرو صلاحيات مطلقة لإحلال السلام، على أن يركِّز أثناء المفاوضات على التمسك بمطلب واحد لا يحيد عنه، وهو أَن قريشًا لا تمانع في أن يدخل المسلمون مكة، ولكن شريطة أن يكون ذلك في العام القادم.
فقد قالوا لسهيل بن عمرو:(صالح محمدًا ولا يكن في صلحه إلَّا أن يرجع عنَّا عامه هذا)(١).
وتركت باقي التفاصيل والإجراءَات في صيغة معاهدة الصلح لسهيل بن عمرو يصوغها كيف شاء، وكان سهيل رجلًا صريحًا شهمًا عفّ اللسان (ديبلوماسيًا) لبقًا في محادثاته، مع منزلة عالية في دنيا