للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باسمك اللهم. فضاق المسلمون من ذلك وقالوا: هو الرحمن. وقالوا: لا نكتب إلا الرحمن. قال سهيل: إذًا لا أقاضيه على شيء. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اكتب باسمك اللهم! هذا ما اصطلح عليه رسول الله. فقال سهيل: لو أعلم أنك رسول الله ما خالفتك، واتبعتك أفترغب عن اسم أبيك محمد بن عبد الله؟ .

فضجَّ المسلمون منها ضجة هي أشد من الأُولى حتى ارتفعت الأصوات وقام رجال من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون: لا نكتب إلا محمدًا رسول الله.

وقال: فحدثني ابن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبد الله، عن أبي فروة عن واقد بن عمر، قال: حدثني من نظر إلى أُسيد بن حُضَير وسعد بن عبادة أخذًا بيد الكاتب فأمسكاها وقالا: لا تكتب إلا محمد رسول الله وإلا فالسيف بيننا! علامَ نعطي هذه الدنيَّة في ديننا؟ فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخفضهم ويوميء بيده إليهم: اسكتوا، وجعل حُويطب بن عبد العزّى يتعجب مما يصنعون، ويقبل على مِكرَز بن حفص ويقول: ما رأيت قومًا أحوط لدينهم من هؤلاء القوم! .

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اكتب باسمك اللهم. فنزلت هذه الآية في سهيل حين أبى أن يقرَّ بالرحمن: ({قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَو ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (١) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنا محمد بن عبد الله فاكتب! فكتب باسمك اللهم (٢).


(١) سورة الإسراء الآية ١١٠.
(٢) المغازي ج ٢ ص ٦١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>