للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي في طريق عودتها من الحجاز بعد أن أبادت جميع العمالقة المفسدين فلم يسمح لها خلفاء النبي موسى - عليه السلام - بالإقامة في الشام بسبب أن رجال هذه الحملة أبقوا على أسير واحد من العمالقة لم يقتلوه، وذلك مخالف لشريعة اليهود، التي تقضى كما في الإصحاح العشرين من سفر التثنية في التوراة بإعدام جميع أسرى العدو.

ويقول هؤلاء المؤرخون أن رجال هذه الحملة لما منعهم خلفاء النبي موسى من دخول الشام عادوا إلى الحجاز واستوطنوا يثرب والمناطق الشمالية والشرقية من الحجاز وأن يهود خيبر، هم من بقايا رجال هذه الحملة التي استوطنت يثرب وخيبر منذ حوالي سنة ١٢٠٠ قبل الميلاد.

وقد ذكر هذا القول ابن خلدون وأبو الفرج الأصبهاني والسمهودى (١) وغيرهم.

ويرى الفريق الآخر من المؤرخين (وبينهم بعض الأوربيين) أن الوجود اليهودى في خيبر لم يكن إلا بعد الميلاد بحوالى ثمانين سنة.

ومن هذا الفريق الإمام الطبري الذي ذكر في تاريخه أن أول قدوم اليهود إلى الحجاز إنما كان بعد أن وطئ بختنصّر الشام وخرّب بيت المقدس.

وقد أشار الدكتور جواد علي في كتابه (تاريخ العرب قبل الإسلام) ج ٦ ص ١٧ قائلًا: (وزعم أن يهود خيبر من نسل (ركاب) المذكور في التوراة - الملوك الثاني الإصحاح العاشر الآية ١٥ - ٢٨ - وأن يونادب (جندب) تبدّى مع أبنائه ومن اتبعه وعاش عيشة تقشف وزهد وخشونة وأن نسلهم هاجر بعد خراب الهيكل الأول إلى الحجاز حتى بلغوا خيبر فاستقروا بها واشتغلوا بزراعة النخيل والحبوب وأقاموا فيها قلاعًا وحصونًا تحميهم من غارات الأعراب عليهم وقد أُخرجوا منها وأُجلوا عنها في زمان عمر بن الخطاب) اهـ.

وبعض المؤرخين يذكرون أن يهود خيبر ليسوا من بني إسرائيل، وإنما


(١) انظر كتاب العبر لابن خلدون القسم الأول المجلد الثاني ج ٢ ص ١٦٨ والأغانى للأصبهانى قصة اليهود ج ١٩ ووفاء الوفاء للسمهودى ج ١ ص ١٥٦ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>