للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حليفهم (عبد الله بن أبيّ بن سلول) حرضهم على رفض الإنذار النبوى والتحصن في قلاعهم في المدينة بعد أن أوعدهم بأنه وجماعته الباطنيين المنافقين وحلفاءه من العرب الوثنيين المجاورين سيكونون إلى جانبهم في الحرب إذا ما أقدم المسلمون على محاربتهم.

وبناءً على تحريض رأس النفاق عدل يهود بني النضير عن قرارهم فرفضوا الإنذار النبوى وقرروا البقاء في المدينة، ثم اعتصموا بحصونهم استعدادًا للحرب.

وأمام هذا الرفض لم يرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بدًا من محاربتهم فجهز جيشًا لمحاربتهم وإنقاذ يثرب من شرورهم، فضرب المسلمون الحصار على هؤلاء اليهود بقيادة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقد شدد المسلمون الحصار على هؤلاء اليهود ولم يحاولوا اقتحام حصونهم لأن الهدف (على ما يظهر) إنما كان إجلاؤهم عن المدينة لا قتلهم.

ولم يصمد يهود بني النضير طويلًا أمام هذا الحصار الذي دام حوالي عشرين ليلة .. فقد انهارت مقاومتهم لا سيما بعد أن خذلهم حليفهم رأس النفاق (عبد الله بن أبيّ) وعصابته الباطنية المنافقة الذين لم يقدموا ليهود بني النضير أي عون حربى كما وعدوهم.

ولهذا قرر هؤلاء اليهود الدخول مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في مفاوضة على أساس الجلاء من المدينة وهو المطلب الرئيسى الذي تضمنه الإنذار النبوى قبل الحصار.

وقَبِل النبي - صلى الله عليه وسلم - الدخول مع يهود بني النضير في المفاوضة ... وتم الاتفاق بين الفريقين على أن يجلو هؤلاء اليهود عن المدينة إلى أي بلاد الله شاءوا.

وقد تضمنت اتفاقية الجلاء هذه بنودًا ثلاثة وهي:

(١) يحق ليهود بني النضير أن يحملوا من أموالهم معهم، ما يقدرون على حمله.

(٢) يترك كل ما لا يقدرون على حمله من أموال منقولة وغير منقولة في المدينة لبيت مال المسلمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>