للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زحفهم على القلاع المنيعة من وقع نبال العدو.

وعندما استعصى حصن النزار على قوات المسلمين التي عجزت عن اقتحامه، أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بنصب آلات المنجنيق (١) لتدمير الحصن وإجبار اليهود إما على الاستسلام أو الانسحاب.

ومع تحدث بعض المؤرخين عن قصة نصب النبي - صلى الله عليه وسلم - آلات المنجنيق على حصن النزار بعد أن استعصى فتحه، فإن أحدًا منهم لم يذكر هل قذف النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الحصن بقذائف هذه الآلات التدميرية أم لا؟

ولكن القرائن تدل على أنه فعل ذلك، فقد تمكن المسلمون من اقتحام حصن النزار بعد أن نصبوا المنجنيق عليه، ولا شك أن هناك قتالًا عنيفًا في ار بين المسلمين ويهود حصن النزار داخل الحصن بعد أن فتحت قذائف المنجنيق في أسوار الحصن ثغرات وأحدثت فيه قذائف اللهب حرائق مكنت المسلمين من الوصول إلى داخل الحصن، بدليل أن اليهود انهزموا من هذا الحصن شر هزيمة، بعد أن تركوا للمسلمين غنائم كثيرة ومن بينها ألفان من السبايا من النساء والذرية (٢)، "فرَّ بقية المقاتلة اليهود مذعورين وتركوهم في حصق النزار" .. فلا شك إذن (وهذا مجرد استنتاج) أن الذي يسَّر للمسلمين افتتاح هذا الحصن المنيع العاقى الحصين هو قذفه بقذائف آلات المنجنيق التي أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بنصبها على ذلك الحصن، وإلا فكيف تنزل بيهود هذا الحصن العاتى المنيع تلك الهزيمة المدمّرة التي جعلتهم يفرون إلى القسم الثاني من المدينة مذعورين تاركين في الحصن نساءهم وذراريهم يقعون في قبضة المسلمين؟ . كيف تنزل بهم هذه الهزيمة، وهم الذين صمدوا للحصار وصدّوا كل محاليلات المسلمين الهجومية حتى برم المسلمون وضجروا من طول المرابطة حول هذا الحصن؟ الأمر الذي حدا بالنبي القائد - صلى الله عليه وسلم - إلى أن يأمر بنصب آلات التدمير على الحصن باعتبارها آخر وأقوى سلاح يمكن استخدامه ضد اليهود في هذا الحصن المنيع


(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٦٥.
(٢) إمتاع الأسماع ص ٣١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>