للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكون في عهد قريش. غير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكد يستقر بالمدينة عائدًا من الحديبية (بعد الصلح) حتى أصبحت خزاعة كلها بمختلف فخائذها مسلمة مؤمنة فأصبح لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم. بالإِضافة إلى ما يعطيهم عهد الحديبية من حقوق حتى وإن لم يكونوا مسلمين ..

وقد كتب الرسول - صلى الله عليه وسلم - كتابًا إلى خزاعة في شهر جمادى الآخرة سنة ثمان للهجرة. قال فيه ..

بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى بديل (١) (هو ابن ورقاء) وبشر (٢) (هو ابن سفيان) وسروات بني عمرو، سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإني لم آثم بالكم، ولم أضع في جنبكم وإن أكرم تهامة عليَّ أنتم ومن تبعكم من الطيبين، فإني قد أخذت لمن هاجر منكم مثلما أخذت لنفسى - ولو هاجر بأرضه - غير ساكن مكة إلا معتمرًا أو حاجًّا - وإني لم أضع فيكم إذ سالمت وإنكم غير خائفين من قبلي ولا محصورين. أما بعد فإنه قد أسلم علقمة بن علاثة (٣) وابناه وتابعا وهاجرا


= خزاعة لغزو بني أسد، استغاثت بخزاعة حلفاءها من بني كنانة. فخذلوها. فاعتلتها بنو أسد وانتصروا عليها. ثم نشبت حروب في الجاهلية بين بني بكر بن عبد مناة وبين خزاعة. ولما جاء الإِسلام دخلت خزاعة في عهد المسلمين في صلح الحديبية.
(١) هو بديل بن ورقاء بن عمرو بن عبد العزى بن ربيعة الخزاعي. أسلم قبل الفتح وقبل يوم الفتح قال ابن حجر في الإِصابة .. وكان سيدًا في قومه وروى البخاري في تاريخه أن بديلًا كان القيم على حظائر الأسرى والحارس بعد انتصار المسلمين في غزوة حنين. وظل كذلك حتى عاد النبي (- صلى الله عليه وسلم -) من غزوة الطائف. وروى أبو نعيم في الحلية. عن أم الحرث بنت عياش بن أبي ربيعة أنها رأت بديل بن ورقاء يطوف على جمل أورق بمنى ويقول .. إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهاكم أن تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب. دخل بديل الإسلام، وقد تخطى التسعين من عمره. ولم يكن بعارضيه مواد. فلما رآه النبيى (- صلى الله عليه وسلم -) قال .. زادك الله جمالًا. (الإِصابة ج ١ ص ١٤٦ - ١٤٧).
(٢) انظر ترجمة بشير بن سفيان في كتابنا (صلح الحديبية).
(٣) قال في الإِصابة مترجمًا لعلقمة - .. هو علقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب. من بني عامر بن صعصعة. وجاء ذكره في البخاري. وفيه أن علي بن أبي طابى بعث النبي (- صلى الله عليه وسلم -) بذهبية في تربتها فقسمها بين أربعة نفر. عيينة بن حصن والأقرع بن حابس وعلقمة بن علاثة وزيد الخيل. وكان علقمة قد ارتد عقب موت الرسول (- صلى الله عليه وسلم -) فبعث إليه أبو بكر الصديق القعقاع =

<<  <  ج: ص:  >  >>