(٢) هو أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، واسمه لقيط، وقيل ياسر، تزوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما مشركان، وكان رجلا نبيلا مشهورًا بالأمانة حتى إنه كان يلقب بالأمين، وكان القرشيون لذلك يأتمنونه على أموالهم، فكان لذلك يتاجر (مضاربًا) في أموال كثير من القرشيين الموسرين واتفق أن عاد مرة من الشام في تجارة كثيرة لأهل مكة، فأراد بعض الصحابة التعرض له والاستيلاء على ما معه من أموال باعتبارها أموال العدو، فأعلنت زوجته أنها قد أجارته فأمن بذلك، ثم خرج إليه بعض الصحابة من غير سلاح، وقالوا له: هل لك أن تسلم فتغنم ما معك من أموال لمشركي مكة، فقال بئسما أمرتمونى به، أن أنسخ دينى بغدرة، ثم مضى بتجارة أهل مكهـ حتى وصل إليها وأعطى كل ذي حق حقه, ثم نادى في أهل مكة قائلا: يا أهل مكة هل أوفيت ذمتى، قالوا .. اللهم نعم، فأعلن إسلامه آن ذاك وهاجر إلى المدينة، فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجته زينب بعقد جديد، وقد توفي أبو العاص سنة اثنتى عشرة من الهجرة.