للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعائشة (١) وطلحة والزبير رضي الله عنهم أَجمعين.

فتطنب هذه الفئات في ذكر تلك الحوادث وتتفلسف في أَسبابها ومسبباتها، وتنشرها بين الطلبة تدريسًا ومطالعة ومحاضرة، وكأَنها وحدها هي التاريخ الإسلامي.

بينما تهمل إهمالًا كاملًا. باقي الجوانب الوضاءَة المشرقة التي يمكن أن تكون حافزًا للشباب المسلم على السير في طريق الرجولة والتضحية والاستقامة تحت لواء القرآن.

ولا شك أَن هذا عمل تخريبي مقصود، سارت عليه هذه الفئات الآثمة في المدرسة والجامعة، منذ عشرات السنين، لتثبيت دعائم الاستعمار الثقافي والفكري -الذي هو الاستعمار الأَكبر- والذي قرر الأَعداء أَن يكون خليفة الاستعمار السياسي - الذي هو الاستعمار الأَصغر وهذا ما حدث فعلًا، عندما رحل الأَجنبي بجلدته عن أَكثر الأَوطان الإسلامية.

إن القصد من إهمال التاريخ الإسلامي - إلا ما كان نادرًا، أَو خلافًا بين المسلمين أَو مجونًا ولهوًا من بعض حكامهم -هو قطع الصلة


= للإسلام، وهو أَول حاكم مسلم قام بأَول حملة بحرية ضد الرومان في البحر الأَبيض المتوسط، وقام أسطوله باحتلال جزائر كريت ورودس وقبرص، وجزر الدردنيل، ويقدر بعض المؤرخين أَسطول الإسلام الذي أَنشأَه معاوية بأَلف وسبعمائة سفينة يعيب عليه الكثير أَخذه البيعة لابنه يزيد الذي لم يكن أَهلا لها، ومطاعن الشيعة فيه أَكثر من أَن تحصى وغلاتهم يعتبرونه كافرًا، مات معاوية بدمشق سنة ستين من الهجرة.
(١) هي أَم المؤمنين، عائشة بنت أَبي بكر الصديق غنية عن التعريف، أَفقه نساء المسلمين وأَكثرهن علمًا بالدين والأَدب، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية من الهجرة، كانت أَكثر النساء حديثًا عن رسول الله. روى المحدثون عنها ٢٢١٠ حديثًا. كانت أَحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، شهدت معركة الحمل، وكانت من الناقمين على قتلة عثمان توفيت رضي الله عنها سنة ثمان وخمسين من الهجرة =

<<  <  ج: ص:  >  >>