العودة إلى المنطلق: كان أبو هريرة من العباد: أخرج أحمد في مسنده، أن أبا هريرة وامرأته وخادمه يقسمون الليل (لقيامه) أثلاثًا، يصلى هذا ثم يوقظ هذا. كان أبو هريرة من ولاة عمر بن الخطاب الموثوقين. فقد ولاه البحرين، وقدم المدينة ومعه عشرة آلاف درهم. فأجرى عمر التحقيق معه. وقال له: استأثرت بهذه الأموال. فمن أين لك؟ قال: خيل نتجت أو عطية تتابعت فتحرى الخليفة الفاروق ما قاله أبو هريرة فوجده صحيحًا. ثم دعاه الخليفة ليكون عاملًا له فأبى. فقال عمر: لقد طلب العمل من هو خير منك. قال أبو هريرة: إنه نبي الله ابن نبي الله، وأنا أبو هريرة بن أميمة، وأخشى ثلاثًا أن أقول بغير علم أو أقضى بغير حكم، ويضرب ظهرى ويشتم عرضى وينزع مالى. توفى أبو هريرة عام تسعة وخمسين وله من العمر ثمانون سنة. (١) هو ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان البلوى (نسبة إلى بلى) حليف الأنصار. ذكره موسى بن عقبة في البدريين. أجمع أهل المغازي على أن ثابت بن أقرم استشهد في عهد الخليفة الصديق. قتله طليحة بن خويلد الأسدي أثناء فتنة ادعائه النبوة. قتله هو وعكاشة بن محصن. عندما كانا يقومان بالاستطلاع لخالد بن الوليد وهو زاحف بجيش الخلافة لخوض معركة بزاخة التاريخية مع حشود المرتدين التي جمعها طليحة بن خويلد. روى أن الخليفة الفاروق، قال لطليحة (بعد أن تاب وعاد إلى الإسلام) كيف أحبك وقد قتلت الصالحين، عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم؟ فقال طليحة: أكرمهما الله بيدى ولم يهنى بأيديهما. (٢) إمتاع الأسماع ص ٣٤٧. وبرق -بفتح أوله وكسر ثانيه: دهش فلم يبصر وتحير فلم يطرق من فزع وحيرة. والكراع بضم الكاف كناية عن الخيل.