للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعظم القبائل العربية المعادية للإِسلام والموالية للرومان في العهد النبوى.

وقد رأينا كيف كانت قبائل (قضاعة) رأس الحربة في جيش الرومان الذي خاض معركة (مؤتة) ضد المسلمين، وكيف أن المائة ألف من العرب المتنصرة التي حشدها الرومان على مشارف الشام لمحاربة المسلمين، كان قائدها أحد سادات قضاعة وهو (مالك بن رافلة) الذي لقى مصرعه في معركة مؤتة وهو يقود العرب المتنصرة.

والظاهر أن قبائل (قضاعة) التي تسكن فخائذها المنطقة الواسعة التي تشمل الركن الشمالي الغربي من جزيرة العرب بما في ذلك (ذات السلاسل)، والركن الجنوبي الغربي من الشام ناحية البلقاء. . هذه القبائل. . الظاهر أنها بإيعاز من حلفائها الرومان قد أخذت تحشد الجيوش للهجوم على المدينة، الأمر الذي جعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - يجرد (على وجه السرعة) حملة عسكرية كبيرة لضرب هؤلاء الأعراب. . وقد جرد الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه الحملة إلى ديار (قضاعة) في الشمال، قبل مرور أقل من نصف شهر على معركة مؤتة الحاسمة، فقد كانت غزوة (مؤتة) في شهر جمادى الأولى، وغزوة (ذات السلاسل) في شهر جمادى الآخرة من سنة ثمان للهجرة.


= حمير. وبعضهم ينسب قضاعة إلى العدنانيين. فيقول قضاعة بن معد بن عدنان. والمشهور أن قضاعة من القحطانيين من حمير. . كانت ديار قضاعة بالشحر ثمَّ نجران. ثمَّ نزحوا إلى أقصى الشمال الشرقي للجزيرة فانتشروا هناك، فصار لهم ملك تمتد رقعته ما بين الحجاز والعراق والشام وكل سواحل خليج العقبة الشرقية. وامتد ملكهم حتى جبال الكرك داخل الأردن. قال في معجم قبائل العرب: وكانت النصرانية منتشرة بينهم. وقد استعملهم الرومان على بادية العرب هناك. بلى (بفتح الباء وكسر اللام) فخائذ عظيمة. متفرعة من قضاعة. وهم بنو بلى بن عمرو بن الحافى بن قضاعة. قال في معجم قبائل العرب. مساكنها تقع بين المدينة ووادي القرى، من منقطع دار جهينة إلى حدود جذام بالنبك على شاطئ البحر، ثمَّ لها ميامن البر إلى حدّ تبوك، ثمَّ إلى جبال الشراة، ثمَّ إلى معان. وقال ابن خلدون: كانت مواطن بلى شمالي جهينة إلى عقبة أيلة على العدوة الشرقية (من الخليج) من بحر القلزم (البحر الأحمر) وأجاز منهم أمم إلى العدوة الغربية وانتشروا ما بين صعيد مصر وبلاد الحبشة. وقال الأستاذ عمر كحالة في كتابه "معجم قبائل العرب": أما في الإِسلام فقد انضمت "بلى" إلى هرقل في غزوة مؤتة وكان معه من المستعربة عدد كبير من لخم وجذام، بلقين، بهراء، وبلى. فبلغ مائة ألف محارب. عليهم رجل من بلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>