للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا أدل على عنف المعركة وضراوتها من استشهاد قادة الجيش الإِسلامي وأمرائه الثلاثة. ومقتل قائد أعراب النصارى مالك بن رافلة الذي كان يقول مائة ألف منهم.

لقد اندقت في يد قائد الجيش خالد بن الوليد (كما ذكر البخاري في صحيحه) تسعة سيوف. وهذا يدل على عنف المعركة وضراوة القتال وأن عدد القتلى بين الفريقين كان كبيرًا.

كما أن سياق المؤرخين يدل على أن الجيش الإِسلامي أنزل بالجيش الروماني وأتباعه من المرتزقة من خليط الأعراب أشنع هزيمة شهدها جيش. وهذا يعني أن قتالا ضاريًا دار سجالا بين الفريقين.

كما يدل هذا السياق أيضًا على أن المسلمين نزلت بهم هزيمة في مؤتة لم يعرفوا مثلها في تاريخهم في تلك الحقبة من الزمن. حتى أنقذ خالد بن الوليد الموقف. وبحيلة حربية وخدعة عسكرية بارعة أوقع في صفوف الجيش الروماني خسائر فادحة.

وإليكم مقاطع من أقوال المؤرخين وأصحاب السير والمغازى التي تدل (ولا بد) على أن خسائر الفريقين في معركة مؤتة كانت كبيرة جدًّا.

١ - قال ابن سعد في طبقاته الكبرى ج ٢ ص ١٣٠. . "ثم انهزم المسلمون أسوأ هزيمة رأيتها قط، حتى لم أر اثنين جميعا. فأخذ اللواء خالد بن الوليد ثمَّ حمل على القوم فهزمهم الله أسوأ هزيمة رأيتها قط حتى وضع المسلمون أسيافهم حيث شاءوا".

٢ - روى البخاري في صحيحه عن خالد بن الوليد أنَّه قال: اندقت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف وما ثبتت في يدي إلا صفيحة يمانية" قال ابن كثير في البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٤٩: "وهذا يقتضي أنهم أثخنوا فيهم قتلا ولو لم يكن كذلك لما قدروا على التخلص منهم".

٣ - روى الواقدي عن عبد الله بن الحارث بن الفضيل عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: وهو يصف ضراوة معركة مؤتة - بعد أن كشف الله له. وهو بالمدينة عن مكانها وقد أخذ خالد الراية وتولى القيادة: "الآن

<<  <  ج: ص:  >  >>