للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن خمسة من الصحابة دخلوا إحدى عينيه فوسعتهم. وصار خمسة رجال يقفون في حلق هذا الحوت بالمجاريف يجرفون الشحم .. وذكر البعض أن هذا الحوت هو المسمّى بالعنبر.

وذكر أصحاب السير أن أمير الجيش أبا عبيدة أمر أن ينصب ضلع من أضلاع ذلك الحوت العظيم. فلما نُصِب مرّ تحته أطول رجل في الجيش - وهو قيس بن سعد بن عبادة - راكبًا على أطول بعير فلم يطأطئ رأسه. وذكر بعض من حضر هذه الغزوة: أنهم كانوا يغترفون الدهن بالقلال من عين ذلك الحوت (١).

وعندما عاد أبو عبيدة بسريته إلى المدينة. أخبروا النبي - صلى الله عليه وسلم - بقصة ذلك الحوت وأكلهم منه. فقال - صلى الله عليه وسلم -. كلوا رزقًا أخرجه الله عز وجل لكم. وسأل - صلى الله عليه وسلم -: معكم منه شيء؟ قال جابر بن عبد الله: وكان معنا منه شيء. فأرسل بعض القوم إلى رسول الله من ذلك الحوت شيئًا، فأكل منه (٢).


(١) تاريخ الطبري ج ٣ ص ٣٢ - ٣٣ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٣١٥ وما بعدها. ومغازي الواقدي ج ٢ ص ٧٧٤ وما بعدها. وإمتاع الأسماع ص ٣٥٥ وطبقات ابن سعد الكبرى ج ٢ ص ١٣٢.
(٢) تاريخ الطبري ج ٣ ص ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>