للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حلفائها بني بكر بن كنانة من خيانة وغدر ذهب ضحيتهما أكثر من عشرين قتيلًا من خزاعة الآمنة في ظل صلح الحديبية.

كان صلح الحديبية "كما تقدم" قد أنهى حالة الحرب بين المسلمين وخزاعة من جهة وبين قريش وبنى بكر من جهة أخرى لمدة عشر سنوات.

وكانت خزاعة كحلفائها المسلمين ملتزمة بالعهد لا تفكر في الإخلال به. فصار الخزاعيون "مسلمهم وكافرهم" لذلك. مختلطون بقريش وحلفائها من البكريين في ظل حرمة هذا الصلح. لا يفكرون في اعتداء على أحد ولا يتصورون أن أحدًا من البكريين أو القرشيين سيعتدى عليهم والصلح قائم.

هكذا كان النبي وأصحابه والخزاعيون جيران الحرم حلفاؤهم ينظرون إلى الأمور من خلال منظار الوفاء بالعهد والوقوف عند شرف الكلمة التي أعطوها في اتفاقية الحديبية.

بينما قريش وحلفاؤها من بني بكر بن كنانة. صاروا ينظرون إلى الأمر في ظل صلح الحديبية من زاوية معاكسة مظلمة.

كانوا ينظرون إلى حالة الصلح القائمة والتي صار المسلمون وحلفاؤهم من خزاعة سلمًا لقريش وحلفائها لا يفكرون في محاربتهم أو الاعتداء عليهم .. كانوا ينظرون إلى هذه الحالة على أنها فرصة يمكن أن يحققوا فيها ما عجزوا عن تحقيقه في حالة المواجهة الحربية.

فقد كانت بنو بكر دائمًا تعجز عن التغلب على قبيلة خزاعة في حروبهم القبلية الجاهلية وكان القتل يستحر بين بني بكر كلما نشبت حرب بين القبيلتين. فكثرت الثارات لبنى بكر لدى خزاعة.

ولكن صلح الحديبية الذي دخل فيها الفريقان والتزما بتنفيذ بنوده وضع الحرب بين الفريقين لمدة عشر سنوات. هكذا كان يبدو الوضع عقب توقيع صلح الحديبية. ولهذا كانت خزاعة تتصرف تصرف الآمن المستأمن. فلا تتخذ أية احتياطات حربية في حلّها وترحالها.

<<  <  ج: ص:  >  >>