للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فانصر هداك الله نصرًا أعتدا ... وادع عباد الله يأتوا مددا

فيهم رسول الله قد تجرَّدا ... في فيلَقٍ كالبحر يجرى مزبدًا

قِرمْ لقِرم من قروم أصيدا

ثم شرح عمرو بن سالم للرسول - صلى الله عليه وسلم - كيف غدرت بهم بنو بكر وقريش وقتلوهم وهم آمنون في الوتير وداخل مكة نفسها وهم يصَلُّون يتلون القرآن فقال:

هم بيَّتونا بالوَتير هُجّدا ... نتلوا القرآن ركعا وسجدا

وجعلوا في كداء رصَدا ... وزعموا أن لست أدعو أحدا

وهم أذلّ وأقلّ عددا

وبعد أن سمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - من زعيم خزاعة عمرو بن سالم هذا الشعر المؤثرّ الذي شرح فيه ما تعرضت له خزاعة من عدوان غادر. غضب - صلى الله عليه وسلم - للذي فعلت قريش وبنو بكر. فأبلغ مبعوث خزاعة استعداده الكامل لنصرتها والانتقام لها ممن غدروا بها قائلًا: نُصرت يا عمرو بن سالم.

ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المسجد والغضب باد عليه وهو يردد تأكيده بأنه سينصر خزاعة المظلومة على قريش الظالمة.

فقد حدَّث عبد الحمد بن جعفر بن عمران بن أبي أنس عن ابن عباس (١) قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يجر طرف ردائه، وهو يقول: لا نُصرْتُ


(١) هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - أمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالة ولد وبنو هاشم محصورون بالشعب قبل الهجرة بثلاثة أعوام قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - وابن عباس ابن عشر سنين. كانت أولى المعارك التي خاضها معركة أفريقية في تونس تحت قيادة عبد الله بن سعد بن أبي سرح سنة سبع وعشرين هـ كان أبيض طويلًا مشربًا صفرة جسيمًا وسيمًا صبيح الوجه. إذا جلس أخذ مقعد رجلين. وروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مسح رأسه وقال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل من أكثر الصحابة علمًا. يلقب بحبر الأمة .. ويقال إنه في حرب أفريقية قابل جرجير قائد الرومان فأعجب به وقال: ما ينبغي إلا أن تكون حبر العرب وفي معجم البغوي عن عطاء ما رأيت أكرم من مجلس ابن عباس. أكثر فقهًا وأعظم خشية وقال طاووس رأيت سبعين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تداروا في أمر صاروا إلى قول ابن عباس: ولاه الخليفة على البصرة. وكان على ميسرته يوم صفين وهو ترجمان القرآن ولما مات ابن عباس: قال عمرو بن دينار .. مات رباني هذه الأمة توفى ابن عباس في الطائف سنة ثمان وستين وهو ابن إحدى وسبعين سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>