للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترضّاه خالد)، وما زال خالد عند الرسول - صلى الله عليه وسلم - من علية أصحابه حتى توفى الرسول - صلى الله عليه وسلم - (١).

ولا أدل على أن مكانة القائد خالد بن الوليد ظلت على ما كانت عليه لدى الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أنه - صلى الله عليه وسلم - جعل خالدًا على مقدمة الجيش عندما تحرك به إلى حنين. فخاض معه (وهو على مقدمة جيشه من الفرسان) تلك المعركة الحاسمة.

وقال الواقدي: ولقد كان (أي خالد) المقدّم حتى مات. ولقد خرج معه - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك إلى حنين على مقدّمته، وإلى تبوك، وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أكيدر، ودومة الجندل فسبى من سبى، ثم صالحهم. ولقد بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بلحارث بن كعب إلى نجران أميرًا وداعيًا إلى الله. ولقد خرج في حجة الوداع مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما حلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه أعطاه ناصيته، فكانت في مقدمة قلنسوته، فكان لا يلقى أحدًا إلا هزمه الله تعالى، ولقد قاتل يوم اليرموك فوقعت فجعل يقول: القلنسوة .. القلنسوة. فقيل بعد ذلك يا أبا سليمان .. عجبًا لطلبك القلنسوة وأنت في حومة القتال. فقال: إن فيها ناصية النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم ألق بها أحدًا إلا وليَّ.

ولقد توفى خالد يوم توفى وهو مجاهد في سبيل الله، وقره بحمص. قال الواقدي: فأخبرنى مَن غسله وحضر موته، ونظر إلى ما تحت ثيابه، ما فيه مصح، ما بين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم. لقد كان عمر بن الخطاب، الذي بينه وبينه ليس بذلث، ثم يذكره فيترحم عليه ويتندم على ما كان صنع في أمره، ويقول: سيف من سيوف الله تعالى. ولقد نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين هبط من لفت (٢) في حجته، ومعه رجل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من هذا؟ فقال الرجل: فلان. فقال: بئس عبد الله فلان. ثم طلع آخر. فقال: من الرجل؟ فقال: فلان. فقال: بئس فلان عبد الله. ثم طلع خالد بن الولد فقال: من هذا؟ قال: خالد بن الوليد. فقال: نعم عبد الله خالد بن الوليد (٣).


(١) مغازي الواقدي ج ٣ ص ٨٨٣.
(٢) لفت. قال في معجم البلدان ج ٧ ص ٣٣٣: ثنية بين مكة والمدينة.
(٣) مغازي الواقدي ج ٣ ص ٨٨٣ - ٨٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>