للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيادة هوازن في المعسكر وسمع ما كان يدور بين ملك هوازن وقائدها وبين بقية رؤسائها من أحاديث حول الحرب بينهم وبين المسلمين.

بل وحصل رجل الاستخبارات النبوية على كامل تفاصيل الخطة التي وضعها قائد هوازن وملكها للمعركة، وعرف بالتحديد عدد الجند الذي يقوده مالك بن عوف لمحاربة الجيش النبوي.

ورجل الاستخبارات النبوية هذا هو عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي الذي سمع مالك بن عوف (وهو في خيمة القيادة) يضع لهوازن خطة الهجوم ويصغِّر لهم من شأن المسلمين ويرفع من معنويات قادة الكتائب في جيشه بأن لديه عشرين ألف مقاتل من هوازن ستكون الغلبة لهم ولا شك على المسلمين، لأن المسلمين -بزعمه- لم يقاتلوا في كل حروبهم إلا أُناسًا لا علم لهم بالحرب. أمَّا هوازن فهي (بزعم مالك) ستبرهن لمحمد وأصحابه كيف تكون الحرب.

فقد سمع ابن أبي حدرد .. سمع مالك بن عوف يقول لقادة وزعماء هوازن في مقر قيادته: إن محمدًا لم يقاتل قط قبل هذه المرة، وإنما كان يلقى أغمارًا لا علم لهم بالحرب، فيُنصَر عليهم (١).

ثم شرع في وضع خطة المعركة الفاصلة فقال:

فإذا كان السّحر فصفُّوا مواشيكم ونساءكم وأبناءكم من ورائكم، ثم صفوا صفوفكم ثم تكون الحملة منكم.

ثم دعاهم إلى اتباع طريقة تمكنهم من خفة الحركة في القتال وتحملهم على الاستبسال وعدم التراجع، وهي كسر جفون السيوف وإلقاؤها جانبًا، ودعاهم أن يكونوا هم البادئين بالهجوم لأن النصر -حسبما يقول- إنما يكون للبادئ بالهجوم فقال:

ثم تكون الحملة منكم واكسروا جفون سيوفكم فتلقونه بعشرين ألف سيف مكسور الجفن، واحملوا حملة رجل واحد، واعلموا أن الغلبة لمن حمل أولًا.

وبعد أن حصل عبد الله بن أبي حدرد على هذه المعلومات الخطيرة الهامة


(١) مغازي الواقدي ج ٣ ص ٨٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>