للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - قد عبأ جيشه لخوض معركة حنين على أساس قَبلى، وهو ما فعله عندما استعد لدخول مكة وتحريرها.

فقد عمد إلى جيشه الزاحف نحو حنين والبالغ اثنى عشر ألفًا فقسمه إلى أقسام ثلاثة:

القسم الأول: المهاجرون من أهل مكة وحلفائهم.

القسم الثاني: الأنصار.

القسم الثالث: مختلف القبائل بمن فيهم المهاجرون السابقون الأولون منهم.

أما القسم الأول وهم المهاجرون القرشيون وحلفاؤهم، فقد قسمهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى كتائب ثلاث أعطى قيادتها لثلاثة من كبار المهاجرين وكلهم من قريش.

وأما القسم الثاني وهم الأنصار (الذين يمثلون العمود الفقرى للجيش) فقد نظمهم فرقتين رئيسيتين وهما الأوس والخزرج اللتان إليهما ينتسب جميع الأنصار. وأعطى قيادة هاتين الفرقتين إلى سيدين من سادات الأوس والخزرج كل منهما يحمل لواء قبيلته الأعظم.

ثم قسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - رجال هاتين القبيلتين الرئيسيتين إلى فصائل على أساس قبلى أيضًا بحيث صارت كل فخيذة من الأوس والخزرج تشمل رجالها المنتسبين في الجيش فصيلة منفردة لها قائدها الخاص وعلمها الخاص.

على أن يكون ارتباط قائد كل فصيلة من القبيلة بحامل اللواء الأعظم من الأنصار وهو سعد بن عبادة أو أسيد بن حضير اللذان كل واحد منهما قائد عام لقبيلته الأم .. سعد بن عبادة قائد عام لقبيلة الخزرج .. وأسيد بن حضير قائد عام لقبيلة الأوس .. على أن يكون مرجع الجميع الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - كقائد أعلى للجيش.

أما بقية القبائل العربية في الجيش من غير المهاجرين والأنصار، فقد عبأها النبي - صلى الله عليه وسلم - على أساس قبلى أيضًا، فجعلهم فصائل.

وكانت هذه الفصائل (قلة وكثرة) حسب عدد رجال القبيلة. فبعض القبائل (لكثرتها) قُسمت إلى أربع فصائل وعيّن لكل فصيلة حامل راية قائد.

<<  <  ج: ص:  >  >>