للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد جاء في كتب التاريخ ذكر أسماء رجال ثبتوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بينهم أبو بكر وعمر، والعباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب والفضل بن العباس (١) وأبو سفيان بن الحارث، وربيعة بن الحارث، وأيمن بن عبيد الخزرجى (٢)، وأسامة بن زيد وحارثة بن النعمان (٣). فعن عاصم بن عمرو بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه. قال: لما انكشف الناس والله ما رجعت راجعة هزيمتهم حتى وجدوا الأسرى عند النبي - صلى الله عليه وسلم - مكتفين. قال: والتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ إلى أبي سفيان بن الحارث وهو مقنع في الحديد، وكان ممن صبر يومئذ، وهو آخذ بثغر بغلة النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من هذا؟ قال: ابن أمك يا رسول الله. ويقال إنه قال: من أنت قال: أخوك فداك أبي وأمى -أبو سفيان بن الحارث. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعم أخي- ناولنى حصى من الأرض، فناولته فرمى بها في أعينهم كلهم وانهزموا (٤).

وقال الواقدي: قالوا: فلما انكشف الناس انحاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات اليمين وهو واقف على دابته لم ينزل إلا أنه قد جرد سيفه وطرح غمده. وبقى


(١) هو الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وهو ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكنى أبو عبد الله، شهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فتح مكة، وثبت معه يوم حنين، كما شهد معه - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع، وكان رديفه، وكان من أجل الناس: كان من رواة الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، شهد الفضل غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان يصب الماء على علي بن أبي طالب، استشهد في الشام يوم مرج الصفر، وقيل بأجنادين، وبعضهم يقول: أنه مات في طاعون عمواس عام ١٨ هجرية.
(٢) أو أيمن بن عبيد بن عمر بن بلال من بني غنم بن عوف بن الخزرج، وهو ابن أم أيمن حاضنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهو أخو أسامة بن زيد لأمه، روى عنه مجاهد وعطاء. قاله في أسد الغابة، استشهد أيمن يوم حنين. قاله ابن إسحاق.
(٣) هو حارثة بن النعمان بن نقع بن زيد، خزرجى من بني النجار. شهد بدرا وأحدًا والخندق وكل المشاهد، كان من فضلاء الصحابة والموثوقين لدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثبت يوم حنين مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذي سلم عليه جبريل، فقد روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، لما جاءه جبريل يومًا، مر عليه حارثة هذا، فقال: حارثة: فسلمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجزت، فلما رجعت وانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: هل رأيت الذي كان معى؟ قلت: نعم، قال جبريل وقد رد عليك السلام. قال ابن حجر في الإصابة (نقلًا عن البخاري) إن حارثة قال لعثمان بن عفان: إن شئت قاتلنا دونك، أدرك حارثة خلافة معاوية ومات فيها بعد أن ذهب بصره.
(٤) مغازي الواقدي ج ٣ ص ٩٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>