للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي طلحة (١) وأم سليم (٢) وأم الحارث (٣) قالوا: فجعلت (أم عمارة) تسلّه وتصيح بالأنصار (لما انهزم المسلمون): أية عادة هذه؟ ما لكم وللفرار. قالت: وانظر إلى رجل من هوازن على جمل أورق معه لواء يوضع جمله في أثر المسلمين، فأعترض له فأضرب عرقوب الجمل فيقع على عجزه. وأشد الرجل، فلم أزل أضربه حتى أثبته، وأخذت سيفا له وتركت الجمل يخرخر، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم مصلت السيف بيده قد طرح غمده ينادى يا أصحاب سورة البقرة، قال: وكر المسلمون فجعلوا يقولون: يا بني عبد الرحمن، يا بني عبيد الله، يا خيل الله، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد سمى خيله خيل الله، وجعل شعار المهاجرين بني عبد الرحمن، وجعل شعار الأوس بني عبيد الله، فكرت الأنصار، ووقفت هوازن حلب ناقة فتوح (٤)، ثم كانت إياها، فوالله ما رأيت هزيمة كانت مثلها، ذهبوا في وجه، فرجع ابناى إلى -حبيب وعبد الله ابنا زيد- بأسارى مكتفين، فأقوم لهم من الغيظ، فأضرب عنق واحد منهم، وجعل الناس يأتون بالأسارى، فرأيت في بني مازن بن النجار ثلاثين أسيرًا. وكان المسلمون قد بلغ أقصى هزيمتهم مكة، ثم كرّوا بعد وتراجعوا، فأسهم لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - جميعًا (٥).


(١) هو شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عمان بن عبد الدار القرضى العبدرى الحجبى من أهل مكة يكنى أبا عثمان وقيل أبا صفية، وأبو عثمان يعرف بالأوقص، كان أبوه يحمل لواء المشركين يوم أحد قتله (مشركًا) علي بن أبي طالب، أسلم شيبة يوم الفتح في الظاهر، ولكنه صحح إسلامه يوم حنين، قال ابن الأثير في أسد الغابة: كان شيبة من خيار المسلمين، ودفع له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مفتاح الكعبة وإلى ابن عمه عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، وقال: خذوها خالدة مخلدة تالدة إلى يوم القيامة يا بني طلحة لا يأخذها منكم إلا ظالم، وشيبة هو جد بني شيبة الذين يلون حجابة البيت الذين بأيديهم مفتاح الكعبة إلى يومنا هذا، كان شيبة من رواة الحديث. حج بالناس سنة تسع وثلاثين وذلك كحل وسط حينما اختلف أنصار معاوية وعلى حيث كل مهم يريد أن يكون أميرًا على الحجيج (انظر الإصابة) توفي شيبة سنة تسع وخمسين.
(٢) أم سليط قال في أسد الغابة: امرأة من المبايعات حضرت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد قال عمر بن الخطاب: كانت تزفر لنا القرب يوم أحد.
(٣) أم الحارث هذه هي جدة عمارة بن عزية، وهي من الأنصار من الخزرج قاله ابن عبد البر.
(٤) قال في الإصحاح: الفتوح من النوق الواسعة الإحليل.
(٥) مغازي الواقدي ج ٣ ص ٩٠٢ و ٩٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>