للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووجدت عناصر التخريب من المنافقين المناخ مواتيًا للتخريب والإِرجاف وبث الإِشاعات المثبطة للعزائم في صفوف الجيش، فقد ساء هذه العناصر النافقة المنتسبة إلى الإِسلام والمحسوبة على المسلمين، ساءها ما رأت من شوكة حربية عظيمة، لم يكن للمسلمين مثلها منذ بزغت شمس الإِسلام، فحاولت هذه العناصر الخبيثة، وهي الرتل الخامس من الباطنيين الذين سماهم الله تعالى في القرآن (المنافقين) حاولت القيام بأعمال التخريب داخل صفوف الجيش الذي كان يتم حشده، وذلك بمحاولة بث الإِرجاف وتثبيط الهمم وتفريق الكلمة وإحداث البلبلة والتشويش بين مختلف فئات المسلمين، كى يعجز الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن حشد الجيش المطلوب، فيفشل الغزو.

غير أن الطابور الخامس من هؤلاء المنافقين -رغم محاولاتهم المستميتة لم يجنوا سوى الفشل الذريع، فقد تجاهلهم المؤمنون الصادقون وسخروا من محاولاتهم الخبيثة، فاستجابوا لداعى الجهاد بغير تردد، سواء منهم الحاضرة أو البادية، فتم حشد ذلك الجيش اللجب الذي بلغ ثلاثين ألفًا.

وقد فطن الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - لتحركات المنافقين المشبوهة، فقضى عليها، وتتبع خلاياهم التخريبية السرية، فكشفها، وهدم الأوكار التي تحوك فيها هذه الخلايا الباطنية الخبيثة مؤامراتها ضد وحدة المسلمين، كما نزل القرآن الكريم يندد بهؤلاء المنافقين، ففضحهم، وثبت المؤمنون الصادقون، وتحرك الجيش بكامله من المدينة حسب الخطة المرسومة، حتى أدى مهمته وحقق أهدافه على أكمل وجه، رغم أنه قد اندس فيه جماعات من الرتل الخامس (المنافقين). ورغم أن هؤلاء المنافقين قد نجحوا في حمل بعض الوحدات على التمرد بالانسلاخ عن الجيش بعد أن انخراط في سلكه، ولكن انسلاخ هذه الوحدات كان في صالح المسلمين، حيث كانت عناصر مشبوهة معادية للإِسلام في الباطن، ومنتسبة إلى المسلمين في الظاهر.

فلو أن هذه العناصر الخبيثة المشبوهة ظلت (مع كثرتها) داخل الجيش الإِسلامي حتى عودته من تبوك، لكانت عامل تخريب وفتنة داخل هذا الجيش المؤمن، وما زادته إلّا شرًّا وخبالًا كما أشار القرآن الكريم إلى ذلك:

<<  <  ج: ص:  >  >>