للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالقرب من سفوح جبل أُحُد جمّد نشاط خيالتهم تقريبًا، وخاصة في أول المعركة، لأن الفرسان لا يستطيعون القيام بحركاتهم العسكرية على ما يرام إلا إذا كان هناك مكان فسيح تركض فيه خيلهم بحرية تامة، وهذا هو الذي لم يتوفر لهم عندما خاضوا المعركة مع المسلمين عند سفوح الجبل، ولم ينجح خيالة قريش في القيام بمهمتهم على ما يرام إلا بعد أن ابتعد المسلمون عن سفوح جبل أحد عندما أنزلوا الهزيمة بالجيش المكي وبعد أن ارتكب الرماة غلطتهم الشنيعة، فانسحبوا من مواقعهم في الجبل فكشفوا بذلك مؤخرة الجيش الإسلامي.

وأعتقد أن المسلمين لو لم يعسكروا في المكان الذي اختاره الرسول من الشعب، وعسكروا في الفضاء الذي يقع بين المدينة وجبل أُحُد (حيث لا تلال ولا جبال) وحدث لهم ما حدث من انتكاسات لكانت نكبتهم أعظم، ولربما عجزوا كليًّا عن تنظيم صفوفهم من جديد، مما قد يعرضهم لهزيمة ساحقة.

[صورة]

في هذا المكان من الوادي دارت المعركة، وقد ظهر جانب من المرتفع الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم معسكرًا لجيشه في الشعب، وقد أخذنا هذه الصورة من قمة جبل الرماة الذي ظهر منه جزء من اليمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>