للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسارع إليه القريبون منه (كطلحة بن عبيد الله وأبي دجانة وأبي طلحة وسعد بن أبي وقاص وغيرهم) وكونوا جبهة دفاعية صارت فئة للمنهزمين والمطوقين الذين أخذوا (بعد أن عرفوا مكان قائدهم الأعلى في شق طريقهم في صبر وجَلَد واستماتة) عَبر صفوف المشركين، ناحية الرسول - صلى الله عليه وسلم -، مما مكنهم من إحباط كل المحاولات اليائسة التي قام بها فرسان المشركين وذو الشجاعة منهم للقضاء على شخص الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتشتيت هذه القوة التي تجمعت حوله، ثم الانسحاب بانتظام نحو هضاب الجبل.

فلو أن الرسول اشترك في مطاردة المشركين (ضمن سواد الجيش الإسلامي) وحدثت الانتكاسة وهو أسفل من الشعب بعيدًا عن مقر قيادته في المؤخرة في المرتفع من الشعب، لكان من جملة المسلمين الذين نجح الجيش المكي في تطويقهم، ولما عرف المسلمون مكانه حيًّا بالسرعة التي عرفوه بها يوم أن وقف على المرتفع وناداهم بأعلى صوته وهو مرابط في أُخراهم بالقرب من سفح الجبل.

٣ - عدم كفاءة القيادة في جيش مكة

كذلك مما ساهم في تيسير الخلاص لجمهرة الجيش الإسلامي من الورطة القاتلة التي وقع بها حادثة التمرد في فصيلة الرماة، (وإعطاء الفرصة له من جديد ليجمع شتاته)، فُقْدَان الكفاءة العسكرية في قيادة الجيش المكي وضعف شخصية القائد العام أبي سفيان الذي اتضح فيما بعد أنه لم يكن مسيطرًا سيطرة تامة على كافة قطاعات الجيش.

<<  <  ج: ص:  >  >>