بالتأكيد، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد صف جنوده في الطرف الغربي من الشعب جاعلًا ظهر جيشه إلى جبل أحُد وصدره في اتجاه معسكر مكة الواقع غربي جبل الرماة (كما هو موضح في الخريطة المرسومة في هذا الملحق (١) والتي تغاير الخريطة الأولى من بعض الوجوه). فصارت مؤخرة جيشه محمية بهضاب جبل أُحُد وميمنته بسفوحه، أما ميسرته فقد كانت محروسة بحامية جبل الرماة الذين بتمركزهم سيطروا على المضيق المهم الواقع بين جبل الرماة وجبل أُحد، هذا المضيق الذي صار (تمامًا) خلف ظهر الجيش الإسلامي عندما أنزل الهزيمة بجيش الشرك واندفع يتعقب فلوله، وانقض على المسلمين خالد بن الوليد بخيالته من الخلف عن طريقه بعد أن انسحب أكثر الرماة من الجبل وتركوا هذا المضيق المهم دونما حراسة.
وإني إذ أقرر هذه الحقيقة وأرجع إلى الرأي الصائب الذي أبداه الإخوة الباحثون الأفاضل (الدكتور حميد الله والأستاذان الأنصاري والعياشي) فإني أزجي لهؤلاء الإخوة الكرام خالص شكري وتقديري وأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لما فيه خير الإسلام والمسلمين وأن يهدينا جميعًا سواء السبيل.