النبي - صلى الله عليه وسلم - صبيحة اليوم الذي دارت فيه معركة أُحد، فطارد جيش مكة الذي وصله خبر هذا الحملة وهو معسكر في فج الروحاء يعتزم الرجوع إلى المدينة لاستئصال شأفة المسلمين، فدبَّ الفزع في نفوس قادته لحركة المطاردة الجريئة هذه، فلم يعدلوا عن الزحف على المدينة فحسب، بل لقد انتابهم الخوف فجبنوا عن ملاقاة جيش المدينة الذي خرج لمطارتهم والذي ظنوه قد تحطم تحطيمًا كاملًا في معركة أُحد.
فقد اجتمع قادة قريش في الرَّوحاء وتدارسوا الأمر فيما بينهم فقرروا مواصلة الانسحاب إلى مكة بالرغم من علمهم بوجود جيش المدينة (الذي خرج لمطاردتهم) على بعد عدة أميال منهم.
فانسحبوا إلى مكة مفضلين عار الفرار على الاشتباك مع هذا الجيش المدني الحانق الذي كانوا على يقين بأنه (على صغره) سيكون إذا ما اصطدموا به كالإعصار الذي يحطم كل ما يلاقى.
وهكذا نجح النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه الحملة العسكرية السريعة (حملة حمراء الأسد) نجاحًا باهرًا فسجل نصرًا عسكريًا سريعًا عظيمًا، ظفر المسلمون على أثره بنصر سياسى أعظم في المحيط اليثربى خاصة، وفي الجزيرة العربية عامة. حيث صحح هذا النصر النظرة الخاطئة التي كان اليهود والمنافقون ينظرونها إلى الجيش الإسلامي بعد انتكاسته في معركة أُحد.
فقد تأكد لدى اليهود والمنافقين في المدينة (خاصة) بعد نجاح المسلمين في حملة حمراء الأسد أن هؤلاء المسلمين هم من القوة والصلابة