للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزعماء الذين اتخذوا منها فيما بعد قاعدة للتآمر على المسلمين كما سيأتي تفصيله إن شاء الله.

وقد أسلم من يهود بنى النضير رجلان هما يامين بن عمير (١) (ابن عم عمرو بن جحاش) الذي أوكلت إليه مهمة القيام باغتيال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو سعد بن وهب (٢)، فقد قال أحدهما لصاحبه: والله إنك لتعلم أنه رسول الله، ثم اتفقا على الدخول في الإسلام، فأسلما، وكان إسلامهما أيام الحصار حيث نزلا (ليلًا) من حصون بنى النضير واتصلا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أعلنا إسلامهما فأحرزا أموالهما.

وقد تقرب يامين بن عمير إلى الله تعالى بدم ابن عمه (عمرو بن جحاش) الذي أراد أن يلقى الحجر على الرسول - صلى الله عليه وسلم - لقتله، وذلك أن عميرًا جعل خمسة أوسق من تمر لرجل من قيس إن هو قتل عمرو بن جحاش فقام القيسى بقتله غيلة قبل استسلام بنى النضير.

وبالرغم من الحرية المطلقة إلى أعطاها النبي لبنى النضير ليحملوا كل ما يقدرون على حمله من أموالهم فإنهم قد تركوا للمسلمين، مغانم كثيرة ومنها خمسون درعًا وثلاثمائة وأربعون سيفًا وغلال عظيمة مع مساحات شاسعة مزروعة بالنخيل وغيرها من الزروع.


(١) قال في الإصابة .. هو يامين بن عمير بن كعب النضرى، ذكره ابن عبد البر فقال: كان من كبار الصحابة ولم أطلع على تاريخ وفاته.
(٢) أبو سعد بن وهب النضرى، أخرج له ابن سعد حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية ابنه أسامة بن أبي سعد عن أبيه قال .. شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضى في سيل (مهروز) أن يحبس الأعلى من الأسفل حتى يبلغ الكعبين ثم يرسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>