للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القريب إلى قلبه، ويبعث إلى علي بن أبي طالب، ابن عمه وسنده، يستشيرهما في خاصة أمره.

ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في لهفة الإنسان، وفي قلق الإنسان يستمد من حديث أسامة، ومن شهادة الجارية مددًا وقوة يواجه بهما القوم في المسجد، فيستعذر ممن نالوا عرضه، ورموا أهله، ورموا رجلًا من فضلاء المسلمين لا يعلم أحد عليه من سوء.

فيقع بين الأوس والخزرج من تناور - وهم في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم، وفي حضرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويدل على هذا الجو الذي كان يظلل الجماعة المسلمة في هذه الفترة الغريبة، وقد خدشت قداسة القيادة.

ويحز هذا في نفس الرسول - صلى الله عليه وسلم - والنور الذي اعتاد أن يسعفه لا ينير له الطريق! فإذا هو يذهب إلى عائشة نفسها يصارحها بما يقول الناس، ويطلب منها (هي) البيان الشافى المريح.

وعندما تصل الآلام إلى ذروتها على هذا النحو يتعطف عليه ربه، فيتنزل القرآن ببراءة عائشة الصديقة الطاهرة، وبراءة بيت النبوة الطيب الرفيع، ويكشف المنافقين الذين حاكوا هذا الإفك، ويرسم الطريق المستقيم للجماعة المسلمة في مواجهة مثل هذا الشأن العظيم أهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>