للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد جرت داخل برلمان مكة بين زعمائها وأعضاء الوفد اليهودى مناقشات حول الإسلام والوثنية، وتقدم بعض نواب مكة إلى أحبار اليهود في الوفد بأسئلة يسألونهم فيها (بصفتهم أهل كتاب والأكثر معرفة بالأديان منهم) عن دين محمد ودين الوثنية وأيهما أحق بالاتباع.

قال ابن إسحاق - يصف محادثات الوفد اليهودى مع قريش للتأليب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم (أي اليهود) الذين حزبوا الأحزاب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، خرجوا حتى قدموا على قريش مكة.

فدعوهم إلى حرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالوا .. إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله، فقالت قريش .. يا معشر يهود .. إنكم أهل الكتاب الأول والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد، أفديننا خير أم دينه؟ .

وهنا تجلت طبيعة اليهود في الكذب والتزوير والتحريف حيث أجابوا قريشًا بعكس الحقيقة التي يعلمون إذ قالوا لقريش .. بل دينكم خير من دينه وأنتم أولى بالحق منه لأنكم تعظمون هذا البيت وتقومون على السقاية وتنحرون البدن وتعبدون ما كان يعبد أباؤكم، بل إن اليهود لم يكتفوا بهذا الكذب والافتراء إذا سجدوا لأصنام قريش إرضاء لهم عندما طلبوا منهم ذلك ليطمئنوا إلى قولهم الذي قالوا بشأن الوثنية والاسلام (١).

وذكر ابن إسحاق أن الله تعالى أنزل في هذا الوفد اليهودى قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ


(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>