إلى الإسلام وهم ليسو منه في شيء (وهم المنافقون) قد كان لهم (منذ بدأت الاستعدادات لمعركة الخندق) أدوار غير مشرفة وسيئة.
فقبل وصول الأحزاب، وأثناء عملية حفر الخندق كان هؤلاء المنافقون (الذين كانوا بحكم الظاهر جزءًا من الجيش الإسلامي) يتكاسلون في العمل أثناء عملية الحفر، وإن عملوا مع الجند، لا يعملون إلا الضعيف التافه من العمل.
وكانوا بالإضافة إلى هذا التكاسل، يقومون بأعمال تخريبية يشجعون بها ضعاف النفوس على التهاون في العمل في الخندق، بغية تأخير إنجاز الخندق حتى تصل جيوش الأحزاب.
فقد كان هؤلاء المنافقون (بالرغم من الأوامر العسكرية المشددة التي تقضى بأن لا يترك أحد مكانه في العمل في الخندق إلا بإذن خاص من النبي القائد - صلى الله عليه وسلم -) يتركون العمل ويتسللون منه إلى أهليهم دون أن يستأذنوا الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم -، فيكون لأعمالهم التخريبية هذه آثار سيئة على سير العمل في حفر الخندق.
أما المسلمون الصادقون فقد كانوا يقدرون الظروف الاستثنائية الخطيرة التي تستلزم مواصلة الحفر لإنجاز الخندق بأسرع ما يمكن، فكانوا لذلك، لا يتركون العمل في الخندق إلا لضرورة قصوى تستدعى ذلك.
ومع ذلك فقد كانوا إذا نابت أحدهم نائبة من الحاجة التي لا بد منها، لا يتركون العمل لقضائها، إلا بعد أن يأخذوا إذنًا خاصًّا من النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - امتثالًا لأمر الله تعالى الذي جاء فيه {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى