للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرُ الْمَاكِرِينَ} (١).

فقد فشلت تلك المؤامرة الرهيبة، حيث نجَّى الله من شرها رسوله - صلى الله عليه وسلم - الذي خرج على المتآمرين وهم ينظرون إليه ولا يبصرون. خرج عليهم واخترق صفوفهم وفي يده حفنة من التراب ذرها على رؤوسهم المشحونة بالكفر والطغيان، ذرها وهو يتلو قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَينِ أَيدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَينَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} (٢).

وقبل حلول ساعة الصفر بقليل: تجلت للكفر خيبة أمله، وظهرت للطغيان انهيار خططه، وعصفت رياح الحسرة بنفوس المتآمرين حينما آتاهم رجل ممن لم يكن معهم، وهم واقفون بباب منزل الرسول - صلى الله عليه وسلم - ينتظرون دنو ساعة الصفر، فقال لهم: ما تنتظرون؟ ؟ .

قالوا .. محمدًا .. قال .. خيبكم الله ... قد والله خرج عليكم محمد، ثم ما ترك منكم رجلًا إلا وقد وضع على رأْسه ترابًا وانطلق لحاجته، أفما ترون ما بكم؟ .. فوضع كل رجل منهم يده على رأْسه فإذا عليه تراب.

ولكنهم كانوا على يقين بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - داخل المنزل، ولهذا فقد تزاحموا على باب منزل الرسول يتطلعون من شقوقه، فيرون عليا رضي الله عنه (٣) علي الفراش متسجيا ببرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيظنونه


(١) الأنفال: ٣٠.
(٢) يس: ٩.
(٣) روى ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم لما علم بعزم قريش على ألفتك به قال لعلي بن أبي طالب .. نم على فراشي وتسج ببردى هذا الحضرمي الأخضر, =

<<  <  ج: ص:  >  >>