ومع ذلك وطدت إسرائيل أقدامها في الأرض المقدسة. ومع ذلك استطاع يهود أن يحتلوا اللدّ والرملة بثلاث مدرعات ...
ومع ذلك استطاعت إسرائيل أن تفرض إرادتها على العرب ...
لقد كان لمن وراء إسرائيل من الدول العظمى أثر بالغ على فرض إسرائيل في جزء مقدس من أرض العرب ودار الإسلام.
ولكن من وراء إسرائيل وزنوا العرب وهم مائة مليون أو يزيدون، ووزنوا المسلمين وهم خمسمائة مليون أو يزيدون، في ميزان القوة مع يهود إسرائيل، وهم يومئد مليون ونصف، فوجدوا أن وزن يهود في ميزان القوة أثقل من وزن العرب والمسلمين، لأن العرب والمسلمين حينذاك كانوا غثاء السيل، ولو كان الأمر خلاف ذلك لتبدل الحال غير الحال.
ويوم يثبت العرب والمسلمون أنهم رجال حقًّا، فسيجدون العالم كله إلى جانبهم، لزن صوت القوة هو الصوت المسموع في العالم كله وكل قول يخالف ذلك هراء في هراء.
لقد كانت الجيوش العربية عام ١٩٤٨ مقيدة بقيود ثقيلة من السياسيين المحترفين الذين كانت قلوبهم مع العرب وسيوفهم مع الاستعمار، لذلك قلت في حفلة توديع الجيش العراقي بمناسبة عودته من فلسطين إلى العراق:
لا تعذلوا جيش العراق وأهله ... بلواكموا ليست سوى بلوانا
إن السنان يكون عند مكبل ... بالقيد في رجليه ليس سنانا
إني لأعلم أن دين محمد ... لا يرتضى للمسلمين هوانا
وهو الخلود لمن يموت مجاهدًا ... ليس الخلود لمن يعيش جبانًا