للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - عهد السيطرة والسلطان.

٢ - عهد الإنكسار والتشريد.

أما عهد السيطرة والسلطان فيبدأ باعتناق تبع اليمن الثالث (وكان وثنيًا) لليهودية في يثرب، وخلاصة ذلك أن هذا الملك الحميرى قد اعتنق الديانة اليهودية في يثرب عندما مر بها في عودته إلى اليمن من الشمال وإيران، حيث خاض هناك حروبًا وقام بفتوحات ليس هذا محل تفصيلها.

ويذكر الطبري وابن إسحاق أن تهود هذا الملك كان على يد حبرين من أحبار بنى قريظة في المدينة، ففي قصة يطول شرحها جاء هذا الملك الحميرى (تبع الثالث تبان أسعد أبي كرب) إلى يثرب يريد إهلاك أهلها من العرب لثأر له عندهم، فلما سمع حبران من أحبار بنى قريظة بذلك جاء إلى الملك تبع فنصحاه بأن لا يفعل ما اعتزم من إهلاك أهل المدينة قائلين:

أيها الملك لا تفعل، فإنك إن أبيت إلا ما تريد حيل بينك وبينها، ولم نأمن عليك عاجل العقوبة، فقال: ولم ذلك؟ .

فقالا: هي مهاجر نبي يخرج من هذا الحرم من قريش في آخر الزمان، تكون داره وقراره، فتناهى عن ذلك ورأى أن لهما علمًا، وأعجبه ما سمع منهما، فانصرف عن المدينة بعد أن اتبعهما على دينهما.

وكان قد بلغ أهل اليمن دخول ملكهم في الديانة اليهودية فاستاءوا لذلك أشد الاستياء، ولذلك فإنه لما دنا من اليمن ليدخلها حالت قبائل حمير بينه وبين ذلك وقالوا: لا تدخلها علينا وقد فارقت ديننا. فأبلغهم بأن دينه الجديد خير من الوثنية التي هم عليها، وبعد مناقشات ومجادلات بين الملك

<<  <  ج: ص:  >  >>