من قولها ترثى قومها بنى قريظة بعد أن أوقع بهم الملك الغساني أبو جبيلة الذي سبق ذكره:
بنفسى أمة لم تغن شيئًا ... بذي حرض تعفيها الرياح
كهول من قريظة أتلفتها ... سيوف الخزرجية والرماح
رزئنا والرزية ذات ثقل ... يمر لأهلها الماء القراح
ولو أربوا بأمرهم لحالت ... هنالك دونهم جأوى رداح
وفي اليهود شعراء مُجيدون آخرون ذكرهم الجمحى في طبقات الشعراء، وأبو حيان في الصداقة والصديق. والبحترى في الحماسة منهم الربيع بن أبي الحقيق، وكعب بن الأشرف، وشريح بن عمران، وأبو قيس بن رفاعة، وأبو الذيال، ودرهم بن زيد، وقد أضربنا عن إيراد نماذج من أشعارهم هنا لضيق المجال إذ المقصود البرهنة (فحسب) على تأثر اليهود بالثقافة العربية إلى حد الانصهار ونسيان كيانهم الثقافى.