للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* وقريش إزاءَ كل هذا السمو الإنساني والنبل الأَخلاقي، تبعث بسفهائها ليتسللوا في جنح الظلام إلى معسكرات المسلمين في الحديبية فيغيروا عليهم لاستفزازهم وتحدي مشاعرهم ليفقدوا صوابهم.

* محمد - صلى الله عليه وسلم - يطلق سراح سبعين من المشركين المتسللين المعتدين بعد أَن أَلقى عليهم الحرس النبوي القبض وهم يتسللون. . فيعفو عنهم تكرمًا وصلة للرحم وتخفيفًا لحدة التوتر.

* وقريش تريد تصعيد الأَزمة وتحاول تفجيرها فتحتجز مبعوث النبي الخاص في مكة (عثمان بن عفان وعشرة من الصحابة) دخلوا مكة بإذن من سادات قريش وفي جوارهم.

فيزداد التوتر في الحديبية بين أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وترتفع نسبة الغليان في النفوس وتتزايد الأصوات الداعية إلى تأْديب قريش الباغية وجدع أَنف كبريائها الوثني بحدِّ السيف. . والنبي الأعظم - صلى الله عليه وسلم - حيال هذا وذاك يأْمل في أَن يحل السلام ويسود الوئام بين المعسكرين، ويعمل على تلطيف الجو وتخفيف حدة التوتر.

٤ -

متاعب مضنية ومشاكل عويصة معقدة واجهها النبي الأَعظم - صلى الله عليه وسلم -، كان بعضها كاف لتحطيم الأعصاب وحمل من يواجهها على الخروج عن دائرة الحلم والصبر. . لولا أَن الذي واجهها نبينا محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - صاحب أرجح عقل وأهدإِ نفس بين بني البشر جميعًا.

فقد عالج النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - كل هذه المشاكل المعقدة، وتغلب على كل هذه المصاعب المضنية المرهقة بعميق حكمته وسداد رأْيه

<<  <  ج: ص:  >  >>