* محمد - صلى الله عليه وسلم - قوي جانب الداعي الأول. . يبلِّغ قومه وعشيرته رسميًا أنه يأْت للحرب ولا رغبة له فيها، وأنه إنما جاء معتمرًا يزور الكعبة يعود بأَصحابه من حيث أَتوا.
* وقريش تقسم أغلظ الأَيمان أنها ستصد محمدًا وأصحابه عن البيت حتى وإن لم يأْتوا إلا لزيارته، وتستنفر كافة قواتها وقوات حلفائها (ثمانية آلاف مقاتل) وتعسكر بهم خارج مكة لتبر بقسمها الآثم هذا.
* محمد - صلى الله عليه وسلم - يبعث بالوسيط تلو الآخر إلى قريش يدعوهم إِلى السلام ويؤكد لهم عدم رغبته في الحرب، ويعرض عليهم إقامة سلم يأْمن فيه المسلمون والقرشيون بعضهم بعضًا.
* وقريش إزاء هذه المساعي النبوية السلمية تشتط في طغيانها وبطرها فتبعث بعدة وحدات من فرسانها لتعترض طريق النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه وتسدها عليهم بنضال السيوف لتجرَّهم إلى حرب لم يخرجوا لها ولا رغبة لهم فيها.
* محمد - صلى الله عليه وسلم - تجنبًا للصدام الدامي مع أهله وعشيرته - يعدل عن سلوك الطريق الرئيسي الذي يسده خالد بن الوليد بفرسانه المشركين، ويسلك طريقًا غير مطروق ليفضي به إلى سهل الحديبية، فيعسكر بأَصحابه هناك خارج الحرم في انتظار فرصة يتحقق فيه سلام بينه وبين أهله وعشيرته. . ولئلا يحدث بين أصحابه وبين مشركي مكة احتكاك يؤدي إلى حرب هي أَكره ما تكون إلى نفسه.