للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ابن حطيط بن جشم بن قسي - والمغيرة أحد ذوي الألباب - ومع المغيرة حليفان له يقال لأحدهما: دمون - رجل من كندة - والآخر الشريد، وإنما اسمه عمرو، فلما صنع المغيرة بأصحابه ما صنع شرده، فسمى الشريد .. وخرجوا إلى المقوقس صاحب الإسكندرية، فجاء بنو مالك وآثرهم على المغيرة، فأقبلوا راجعين، حتى إذا كانوا بيسان شربوا خمرًا، فكف المغيرة عن بعض الشراب وأمسك نفسه، وشربت بنو مالك حتى سكروا، فوثب عليهم المغيرة فقتلهم، وكانوا ثلاثة عشر رجلا: فلما قتلهم ونظر إليهم دمون تغيب عنهم، وظن أن المغيرة إنما حمله على قتلهم السكر، فجعل المغيرة يطلب دمون ويصيح به فلم يأت، ويقلب القتلى فلا يراه فبكى ... فلما رأى ذلك دمون خرج إليه فقال المغيرة: ما غيبك؟ قال: خشيت أن تقتلني كما قتلت القوم. قال المغيرة: إنما قتلت بني مالك بما صنع بهم المقوقس. قال: وأخذ المغيرة أمتعتهم وأموالهم ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا أخمسه (أي مال المقتولين)، هذا غدرًا. وذلك حين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم خبرهم وأسلم المغيرة.
وأقبل الشريد (دمون الكندي). فقدم مكة فأخبر أبا سفيان بن حرب بما صنع المغيرة ببني مالك، فبعث معاوية بن أبي سفيان إلى عروة بن مسعود يخبره الخبر - فقال معاوية: خرجت حتى إذا كنت بنعمان (نعمان وادي لهذيل علي ليلتين من عرفات يقع بين مكة والطائف تقطعه اليوم السيارات وهي في طريقها من مكة إلى الطائف). قلت في نفسي: أين؟ - إن سلكت - ذا غفار فهي أبعد وأسهل، وإن سلكت ذا العلق فهي أغلظ وأقرب، فسلكت ذا غفار، فطرقت عروة بن مسعود، قال معاوية: فخرجنا إلى مسعود بن عمر والمالكي فناداه عروة ولم يكن قد كلمه من عشر سنين، فقال: من هذا؟ فقال: عروة. فأقبل مسعود إلينا يقول: أطرقت عراهية أم طرقت بداهية؟ ... بل طرقت بداهية! ... أقتل ركبهم أم قتل ركبنا ركبهم؟ ... لو قتل ركبنا ركبهم ما طرقني عروة بن مسعود! فقال عروة: أصبت، قتل ركبني ركبك يا مسعود انظر ما أنت فاعل، فقال مسعود: إني عالم بحدة بني مالك وسرعتهم إلى الحرب، فهبني صمتًا، قال: فانصرفنا عنه فلما أصبح غدا مسعود فقال: يا بني مالك، إنه قد كان على أمر المغيرة بن شعبة أنه قتل إخوانكم بني مالك فأطيعوني وخذوا الدية، اقبلوها من بني عمكم وقومكم. قالوا: لا يكون ذلك أبدًا، والله لا تقرك الأحلاف أبدًا حين تقبلها. قال: أطيعوني وأقبلوا ما قلت لكم، فوالله لكأني بكنانة بن عبد ياليل قد أقبل تضرب درعه روحتي رجليه، لا يعانق رجلا إلا صرعه، والله لكأني بجندب =

<<  <  ج: ص:  >  >>