وأقبل الشريد (دمون الكندي). فقدم مكة فأخبر أبا سفيان بن حرب بما صنع المغيرة ببني مالك، فبعث معاوية بن أبي سفيان إلى عروة بن مسعود يخبره الخبر - فقال معاوية: خرجت حتى إذا كنت بنعمان (نعمان وادي لهذيل علي ليلتين من عرفات يقع بين مكة والطائف تقطعه اليوم السيارات وهي في طريقها من مكة إلى الطائف). قلت في نفسي: أين؟ - إن سلكت - ذا غفار فهي أبعد وأسهل، وإن سلكت ذا العلق فهي أغلظ وأقرب، فسلكت ذا غفار، فطرقت عروة بن مسعود، قال معاوية: فخرجنا إلى مسعود بن عمر والمالكي فناداه عروة ولم يكن قد كلمه من عشر سنين، فقال: من هذا؟ فقال: عروة. فأقبل مسعود إلينا يقول: أطرقت عراهية أم طرقت بداهية؟ ... بل طرقت بداهية! ... أقتل ركبهم أم قتل ركبنا ركبهم؟ ... لو قتل ركبنا ركبهم ما طرقني عروة بن مسعود! فقال عروة: أصبت، قتل ركبني ركبك يا مسعود انظر ما أنت فاعل، فقال مسعود: إني عالم بحدة بني مالك وسرعتهم إلى الحرب، فهبني صمتًا، قال: فانصرفنا عنه فلما أصبح غدا مسعود فقال: يا بني مالك، إنه قد كان على أمر المغيرة بن شعبة أنه قتل إخوانكم بني مالك فأطيعوني وخذوا الدية، اقبلوها من بني عمكم وقومكم. قالوا: لا يكون ذلك أبدًا، والله لا تقرك الأحلاف أبدًا حين تقبلها. قال: أطيعوني وأقبلوا ما قلت لكم، فوالله لكأني بكنانة بن عبد ياليل قد أقبل تضرب درعه روحتي رجليه، لا يعانق رجلا إلا صرعه، والله لكأني بجندب =