للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيد الأَحابيش) داخل المعسكر القرشي تستهجن الحماقة التي أَقدمت عليها قريش بمنعها المسلمين وصدّهم عن البيت بغيًا وعدوانًا.

إِن قريشًا وجدت نفسها في نهاية المطاف في موقف لا تحسد عليه .. بين جذب وشد .. تتخبط في جو من الحيرة والتردُّد.

فلا شيء أَثقل على نفسها من أَن يدخل محمدًا وأَصحابه وهم على هذه الهيئة من العزة والقوة والمنعة، وهم بالأَمس القريب خرجوا من مكة ضعفاءَ خائفين، يتحسسون رؤوسهم وهم يغادرون مكة في جنح الظلام خلسة.

ماذا سيكون مصير مركز قريش الروحي والسياسي الممتازين بين العرب وأَكثرهم يوم ذاك لا يزال على الشرك يدين لقريش بالريادة والقيادة لمكانتها من البيت)؟ .. ماذا سيكون مصير مركزها بين عرب الجزيرة إذا ما علموا أَن محمدًا وأَصحابه البالغ عددهم أَلفًا وخمسمائة، قد دخلوا مكة آمنين مطمئنين دون أَن يلقوا من سدنة الشرك والوثنية أَية مقاومة؟ .

إِن المصير معروف، وهو تصدّع وانهيار هذا المركز في نفوس كل العرب الوثنيين. هكذا كانت تتصور قريش الباغية.

من هنا كانت الرغبة ملحة في نفوس سادات مكة للحيلولة دون دخول المسلمين مكة، ولو أَدَّى هذا إلى استخدام القوة المسلحة.

غير أَن المشركين مع هذه الرغبة الشريرة الملحة في نفوسهم يشعرون شعورًا كاملًا بأَنهم سيكونون الخاسرين لذا ما نشبت الحرب بينهم وبين المسلمين المرابطين في الحديبية .. وهذا الشعور مصدره التجارب العملية القاسية التي مرت بقريش في معارك بدر وأُحد والخندق , حيث

<<  <  ج: ص:  >  >>