للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلقوا على أيدي المسلمين (وهم قلة قليلة) أشنع الهزائم والاندحارات المريعة.

فشبح انقضاض ثلاثمائة من المسلمين كالنمور الكاسرة على لف من فرسان مكة وصناديدها يتفوَّقون عليهم في كل شيء - لا قوة العقيدة - في بدر (وبعثرتهم في الشعاب والوهاد كما يبعثر الريح العاصف أوراق الخريف) لا يزال كابوسًا مخيفًا يرعب سادات مكة ويشدهم إلى الوراء كلما أرادوا التفكير (جدِّيًا) في الدخول في حرب ضد المسلمين لصدهم عن البيت بالقوة.

وزاد الطين بلّة موقف سيد الأَحابيش الذي شجب تصرفات قريش التعسُّفية وحمَّلها مسؤولية ما قد يحدث من صدام مسلح داخل الحرم، بل وأنذرها بأَنه لن يلوِّث يده بالدم في هذا الصِّدام إذا ما أصرت قريش على عنادها وبطرها.

ومن جهة أُخرى ازداد موقف المسلمين قوة لا سيما بعد أن وجدوا داخل المعسكر القرشي (كالحليس بن زبَّان) وبين جيران الحرم من غير القرشيين (كسيد خزاعة بديل بن ورقاء) من يؤيدهم ويرى الحق في جانبهم، ويلقي باللوم على قريش ويحمِّلها مسؤولية الأزمة الحادة القائمة والتي كادت تصل إلى درجة اشتعال نار الحرب. ولكن الأَمل الكاذب ظل يراود سادات مكة في تحقيق أَهدافهم العدوانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>